5 خطوات لاستثمار تحسين محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي
يؤدي تحسين محركات البحث (SEO) دوراً هاماً في أيَّة استراتيجية تسويق رقمية؛ وذلك لأنَّه يساعد الناس على العثور على محتواك، فكلَّما كان تصنيف محتواك بين صفحات نتائج محركات البحث أعلى، زاد عدد الزوار الذين يجذبهم.
أصبح التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي طريقة أخرى فعالة للغاية لجذب الناس إلى موقعك الإلكتروني، ويعتمد كل هذا على وجود استراتيجية فعالة لوسائل التواصل الاجتماعي تزيد الوعي بالعلامة التجارية وعائد الاستثمار، وستحقق أفضل النتائج من حملة التسويق الرقمي عند دمج التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتسويق المحتوى واستراتيجيات تحسين محركات البحث، حيث يتكامل جميعها مع بعضها بعضاً.
سنساعدك في هذا المقال على فهم العلاقة المعقدة بين تحسين محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، وسنقدم لك 5 نصائح حول كيفية استثمار كليهما لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
هل يأخذ محرك البحث غوغل (Google) في الحسبان مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي؟
مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي هي أنشطة مثل الإعجابات والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تتساءَل إذا كانت مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي التي يحصل عليها محتواك تحسِّن تصنيفه بين صفحات نتائج محرك البحث غوغل (Google)، والحقيقة هي أنَّ محرك البحث غوغل (Google) قدَّم معلومات متضاربة حول هذا الأمر على مر السنين.
في عام 2010 عدَّ محرك البحث العملاق مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي كعامل تصنيف، مع التركيز في الجودة وليس الكمية؛ مما يعني أنَّه يأخذ في الحسبان سمعة المؤلف أو صانع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد تصنيفه.
لكن في عام 2014 قرر محرك البحث غوغل (Google) إزالة هذه المؤشرات من عوامل التصنيف؛ بمعنى آخر لا يمكن الاستفادة من الإعجابات أو المشاركات لتعزيز تصنيفك بين صفحات نتائج محركات البحث، ومع ذلك لا يعني هذا أنَّه يجب عليك التخلي عن استراتيجيتك لوسائل التواصل الاجتماعي؛ فهي جزء هام من أيَّة حملة تسويق رقمية.
في النهاية يتعلق الحصول على تصنيف جيد بين صفحات نتائج محركات البحث بالحصول على روابط خلفية عالية الجودة من مصادر موثوقة، ويمكن أن تساعد المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي محتواك على الوصول إلى جمهور جديد.
تجربة الآيس كريم:
في إحدى المدوِّنات الشهيرة أجرى المدير التنفيذي وخبير التسويق الرقمي "أيه جي كون" (AJ Kohn) اختباراً لمعرفة ما إذا كانت مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى تصنيفات أعلى بين صفحات نتائج محركات البحث أو ترتبط بها فقط، ولشرح النتائج استخدمَ مثال الآيس كريم وعلاقته بكمية الملابس التي يرتديها الناس، للوهلة الأولى قد يبدو أنَّ ارتداء الناس ملابس أقل يسبب الزيادات في مبيعات الآيس كريم، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ السبب هو الطقس الدافئ؛ أي بمعنى أنَّ مبيعات الآيس كريم وارتداء المزيد من الملابس سببان فقط.
وبالمثل عندما تكون مؤشراتك لوسائل التواصل الاجتماعي مرتفعة ستحصل على المزيد من المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يكون بعضها من صانعي المحتوى الاجتماعي الذين سيدرجون رابط موقعك عند مشاركته؛ مما يحسن تصنيفه بين صفحات نتائج محركات البحث.
على سبيل المثال لنفترض أنَّك كتبت مقالاً أَعاد تغريده 100 شخص؛ ونتيجة لذلك شاهد 10000 شخص مدونتك، ومن بين هؤلاء الأشخاص البالغ عددهم 10000 شخص، افترِض أنَّ 100 منهم كانوا صانعي محتوى وشاركوا رابط مدوِّنتك؛ في النتيجة ستؤدي الروابط الخلفية عالية الجودة إلى رفع تصنيفك بين صفحات نتائج محركات البحث.
لذلك على الرغم من أنَّ محرك البحث غوغل (Google) لا يَعُدُّ التغريدات والمشاركات عاملاً في التصنيف، إلَّا أنَّه يأخذ الروابط الخلفية التي تنتج عن تلك المشاركات في الحسبان، ولا تنسَ أنَّ ملفات تعريفك على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر بالفعل بين صفحات نتائج محركات البحث.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على روابط خلفية:
نستنتج من كل هذا أنَّ:
- مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي هامة: فالمحتوى الذي يُشارَك كثيراً يُشاهَد كثيراً.
- المشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من الروابط الخلفية: لأنَّ صانعي المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يشاركون روابط خلفية للمحتوى الذي يرونه.
- الروابط الخلفية تُحسِّن التصنيف بين صفحات نتائج محركات البحث: المحتوى الذي ينال مزيداً من الروابط الخلفية يحتل مرتبة أعلى بين صفحات نتائج محرك البحث غوغل (Google).
أي أنَّ الروابط الخلفية - وليس مؤشرات وسائل التواصل الاجتماعي - هي التي تحسِّن التصنيف بين صفحات نتائج محركات البحث، وبناء قاعدة المتابعين الصحيحة التي تشمل صانعي المحتوى له تأثير كبير في عدد الروابط الخلفية التي يمكن أن تحصل عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أفضل طريقة للحصول على روابط خلفية عالية الجودة هي:
- إنشاء محتوى مفيد جدير بمشاركة الرابط، ويحتوي على التوجيهات ومقالات ومجموعات الموضوعات التي تجذب الروابط بطبيعتها.
- بناء قاعدة متابعين على قنوات التواصل الاجتماعي لترويج المحتوى الجدير بمشاركة الرابط: لا تؤثر الروابط من مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع "فيسبوك" (Facebook) وموقع "تويتر" (Twitter) وموقع "لينكد إن" (LinkedIn) وغيرها مباشرةً في تحسين محركات البحث، ولكنَّها يمكن أن تفيد بشكل غير مباشر؛ وذلك لأنَّها تزيد من وصول محتواك ومشاركته، وقد يرى بعض الأشخاص مثل الصحفيين والمدونين والمؤثرين محتواك ويشاركون رابطه على مواقعهم.
- ترويج المحتوى عبر البريد الإلكتروني وإرسال الإشعارات للمشتركين وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- إيصال المحتوى إلى كبار المؤثرين.
- إجراء بحث عن الروابط الخلفية للمنافسين باستخدام أداة مثل أداة "أبرسجست" (Ubersuggest).
كيفية دمج تحسين محركات البحث مع التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
كما هو الحال مع أيَّة استراتيجية لتحسين محركات البحث أو وسائل التواصل الاجتماعي، يُعَدُّ المحتوى عنصراً أساسياً في مدى نجاح استراتيجيتك.
1. تحقيق التوازن:
التوازن المثالي هو حين تكمل استراتيجيات تحسين محركات البحث وتسويق المحتوى ووسائل التواصل الاجتماعي بعضها بعضاً، ويمكنك تحقيق هذا من خلال إنشاء محتوى رائع مفيد مثل:
- مدوِّنات أو مقالات.
- كتيبات إرشادية أو كتب إلكترونية.
- مقاطع فيديو وقصص فيديو وبث فيديو مباشر.
- مدوِّنات صوتية مع نصوص.
- الرسوم البيانية.
- مدوِّنات فيديو.
لا تقلق بشأن عبء العمل؛ إذ يمكنك إعادة استخدام المحتوى بصيغ مختلفة؛ على سبيل المثال يمكن أن يكون المقال أساساً للعديد من الرسوم البيانية أو يمكن تقطيع مقطع فيديو طويل إلى قصص فيديو صغيرة.
2. مجموعات الموضوعات:
تُعَدُّ مجموعات الموضوعات طريقة رائعة لتنظيم محتواك التعليمي ودمج تحسين محركات البحث فيه، وبشكل أساسي تتكوَّن مجموعات الموضوعات من الموضوع الرئيس والعديد من الموضوعات الفرعية المتشعِّبة عنه؛ على سبيل المثال قد يكون موضوعك الرئيس حول التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تكون لديك بعد ذلك بعض الموضوعات الفرعية حول التسويق على منصات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
يُطلَق على الموضوع الرئيس عمود المحتوى (Pillar content) والموضوعات الفرعيَّة تفرعات المحتوى (Cluster content)؛ لذا عند تنظيم محتواك تأكَّد من استخدام الروابط التشعبية التي تربط بين المحتوى الرئيس ومحتوى الموضوعات الفرعية.
3. تخصيص محتواك:
فكِّر في المرحلة التي وصل إليها عملاؤك حتى تتمكن من رعايتهم خلال رحلة تحولهم إلى زبائن، فالمحتوى التعليمي هو الأهم في البداية عند تعزيز الوعي والاهتمام بعلامتك التجارية؛ وذلك لأنَّ الناس لن يكونوا مستعدين لاتِّخاذ قرار الشراء بعد، لكن كلَّما اقترب الشخص من اتِّخاذ قرار الشراء، تزداد أهمية محتوى المعاملات، وهنا يجب أن تكون عملية التحويل سلسة قدر الإمكان للعملاء.
الخطأ الشائع هو التركيز فقط في محتوى المعاملات، فإذا كانت جميع قنواتك على وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن عروض ترويجية، لن تجذب المتابعين الذين تريدهم، ومن ثم سيكون من الصعب الحصول على تصنيف جيد بين صفحات نتائج محركات البحث؛ لذا قدِّم فائدة أولاً على شكل محتوى تعليمي، ثم حاول كسب عمليات شراء باستخدام محتوى المعاملات؛ إذ يجعل ذلك المحتوى أكثر جاذبية لكل من محرك البحث غوغل (Google) ووسائل التواصل الاجتماعي.
4. وسوم أوبن غراف (Open graph):
ستجعل وسوم أوبن غراف (Open graph) مقتطفاتك تبدو أكثر جاذبية من الناحية المرئية على وسائل التواصل الاجتماعي وستزيد احتمال قراءتها ومشاركتها.
يمكنك استخدام موقع (Opengraph.xyz) لمعاينة كيف سيبدو محتواك عند مشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي وإنشاء وسوم الميتا (Meta tags) التي تحتاج إلى إضافتها إلى موقعك الإلكتروني، لكن قد تحتاج إلى برنامج مساعد لإضافة وسوم أوبن غراف (Open graph)؛ مثل برنامج "رانك ماث" (RankMath).
5 خطوات لتحسين محركات البحث لوسائل التواصل الاجتماعي:
كما أَوضحنا؛ لا تؤثر مشاركة المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي في معظم الحالات مباشرةً في تحسين محركات البحث، لكن يمكن أن تكون لها التأثيرات غير المباشرة التالية:
- تعزيز الزيارات المجانية.
- زيادة الوصول.
- تحسين محركات البحث المحلية.
- توسيع نطاق الوصول إلى المحتوى.
- تعزيز التعرُّف إلى العلامة التجارية.
- زيادة الروابط الخلفية.
إليك 5 خطوات لتحسين محركات البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
1. تحسين ملفك الشخصي:
تذكَّر أنَّ ملفك الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي هو أحد الأشياء الأولى التي يراها العميل المحتمل أو الزبون؛ لذا خصِّص الوقت اللازم لتصميم ملف شخصي جذاب ويعكس شركتك.
- أَدرِج أكبر قدر ممكن من التفاصيل حتى تعطي صورة واضحة عن طبيعة عملك.
- استخدِم الكلمات المفتاحية المتعلقة بعلامتك التجارية والكلمات أو المصطلحات التي يبحث عنها المستخدمون.
- احصل على روابط خلفية لمحتوى موقعك لجذب الزيارات.
بالنسبة إلى الشركات التي تسوِّق للشركات، يُعَدُّ موقع "لينكد إن" (LinkedIn) شبكة وسائط اجتماعية قوية للغاية؛ لذا تحقَّق من كيفية الاستفادة منها.
2. نشر محتوى عالي الجودة ويشجع على المشاركة عبر قنواتك الاجتماعية:
توجد العديد من المنصات والحسابات التي يمكن أن يختار العملاء من بينها؛ لذلك يجب أن تحقق أقصى استفادة من محتواك لجذبهم وتشجيعهم على التفاعل.
استخدِم مجموعة متنوعة من أنواع المحتوى مثل مقاطع الفيديو والمدوِّنات حتى تعرف ما يناسب جمهورك، واستخدِم صوراً جيدة مرتبطة بعلامتك التجارية حتى يسهل على الناس التعرُّف إلى علامتك التجارية عند رؤيتها؛ مما سيزيد أيضاً الوعي بالعلامة التجارية.
3. تشجيع مشاركة الروابط الخلفية من خلال نشر محتوى جيد:
لن يشارك الناس إلَّا المحتوى الذي يعتقدون أنَّه جيد أو يهم جمهورهم؛ لذلك من المفيد إعطاء الأولوية للجودة عوضاً عن الكمية فيما يتعلق بالمحتوى إذا كنتَ تواجه مشكلة من حيث الموارد أو الوقت.
خصِّص وقتاً لإجراء بحث عن الموضوعات مع إدراج مصادر وروابط موثوقة، إضافة إلى الروابط الداخلية، ومن الجيد أيضاً إدراج اقتباسات من خبراء في المجال أو الإحصائيات التي تثبت وجهة نظرك، وأهم شيء قدِّم محتواك بأسلوب مميز وتحدَّث عن رأيك حول مجال عملك كي تصبح مصدراً موثوقاً للمعلومات.
4. استخدام الإصغاء الاجتماعي لمعرفة ما يقوم به منافسوك والآخرون:
يُعَدُّ الإصغاء الاجتماعي أحد الأساليب الفعَّالة لتحسين محركات البحث، وتوجد بعض الأدوات المجانية الرائعة التي يمكنك استخدامها؛ إذ سيساعدك ذلك على مراقبة المحادثات لمعرفة ما يقوله جمهورك عنك وكذلك تتبُّع منافسيك.
نظراً إلى أنَّ الناس يقصدون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر فأكثر لطرح الأسئلة وقراءة التقييمات، فإنَّ مراقبة منصاتك عن كثب هي طريقة جيدة لإدارة التقييمات عبر الإنترنت وتقديم خدمة العملاء بشكل عام.
5. الانتباه إلى المؤثرين والتعاون معهم:
للمؤثرين تأثير كبير في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا إذا كنت تعرف مؤثرين في مجالك يتابعهم جمهورك، فقد يكون من المفيد التفكير في التعاون معهم على وسائل التواصل الاجتماعي.