6 نصائح قابلة للتنفيذ لبناء حضور مستدام عبر الإنترنت في عام 2024
تعمل فرق التسويق الداخلية بلا كلل للحفاظ على تميز علامتها التجارية، ولطالما كان الإنترنت أفضل مكان للوصول إلى جمهور أكبر وأكثر اندماجاً.
لكنَّ الأمور لا تسير دائماً بسلاسة، كما أنَّ الحفاظ على حضورك عبر الإنترنت نادراً ما يكون سهلاً، فتُخرِجنا أشياء كثيرة عن المسار الصحيح من تقلُّب نتائج محركات البحث وتحديثات الخوارزمية إلى تحديثات التموضع والمنافسين الجدد.
يستكشف هذا المقال أفضل النصائح (والأكثر قابلية للتنفيذ) للحفاظ على حضورك عبر الإنترنت والاستمرار بصرف النظر عن مدى تقلُّب الأمور وعدم القدرة على التنبؤ بها.
لكن قبل أن نتعمق في النصائح، دعونا نعرِّف الحضور المستدام عبر الإنترنت وأهميته.
ما هو الحضور عبر الإنترنت؟
الحضور عبر الإنترنت مصطلح يُستخدم لوصف مدى ظهور شركتك على شبكة الإنترنت، ومدى سهولة عثور الباحثين على العرض الذي تقدمه.
قد يكون نطاق حضورك عبر الإنترنت واسعاً أو محدوداً حسب رغبتك، ولذلك سنركز في هذا المقال على كيفية بناء الشركات وحضورها والحفاظ عليه في صفحات نتائج بحث جوجل (Google) كونه أكبر محرك بحث في العالم.
ماذا يعني بناء حضور مستدام عبر الإنترنت؟
الحضور المستدام عبر الإنترنت هو الذي ينمو أو يظل مستقراً في المستقبل، على الرغم من التقلبات وعدم اليقين.
يشير الانخفاض المستمر في عدد الزيارات والتصنيفات إلى أنَّ الشركة تواجه صعوبة في الحفاظ على حضورها عبر الإنترنت، وعلى النقيض من ذلك، يشير الارتفاع المستمر في هذه المقاييس بمرور الوقت إلى حضور قوي ومستدام عبر الإنترنت.
إليك فيما يأتي 6 نصائح قابلة للتنفيذ لبناء حضور مستدام عبر الإنترنت في عام 2024:
1. ابنِ سلطة مرجعية في مجال خبرتك:
إحدى أفضل الطرائق لبناء حضور مستدام عبر الإنترنت هي اكتساب سلطة مرجعية، وتظهر السلطة المرجعية عندما يُثبت موقع الويب خبرته في موضوع معين، غالباً بتقديم كثير من المعلومات الشاملة عن هذا الموضوع.
إذا كنت تبحث عن إجابات عبر الإنترنت، فمن الطبيعي أن ترغب في الاستماع إلى شخص متخصص في هذا المجال ولديه خبرة، وليس شخصاً يحاول تناول أكبر عدد ممكن من الموضوعات، ولكنَّه ليس خبيراً في أي منها، وتعترف جوجل بهذا السلوك وتكافئ مواقع الويب التي يمكنها إظهار سلطتها وخبرتها في هذا الموضوع.
لقد أكد تحديث المحتوى المفيد من جوجل (Google’s Helpful Content Update) هذا الأمر في العام الماضي مشدداً في توجيهاته على أهمية الخبرة في إنشاء محتوى عالي الجودة.
يشير جوجل في توجيهاته إلى الفوائد التي يحصل عليها موقع الويب الذي يركز على موضوع معين ويثبت أنَّه سلطة مرجعية فيه على نطاق واسع.
لكن ماذا يعني هذا عملياً؟ غالباً ما يتطلب ذلك إنشاء محتوى يجيب عن الأسئلة الدقيقة التي يطرحها الأفراد عن موضوع ما، وذلك عن طريق كتابة مقالات تفيد القارئ واختيار الكلمات المفتاحية المناسبة بغية تصدُّر نتائج البحث.
قد تمنحك هذه السلطة المرجعية ميزة على مواقع الويب التي تتنافس على نفس الكلمات المفتاحية كونك تلبي معايير جوجل.
مع ذلك، لا تقتصر فائدة هذا النوع من المحتوى على تحقيق تصنيفات أفضل وزيادة عدد الزيارات وحسب، بل تؤدي إلى زيادة المبيعات أيضاً، وفي الواقع، كشفت دراسة حديثة أنَّ أكثر من 80% من الأفراد يعدون الثقة عاملاً حاسماً في قرارات الشراء.
2. أنشئ محتوى لجميع مراحل مسار التحويل:
غالباً ما تعطي الشركات سريعة النمو الأولوية للمحتوى التجاري عالي النية، والذي من المرجح أن يؤدي إلى تحويلات، وهذه طريقة فعالة لتوليد الطلب.
مع ذلك، عند سعي هذه الشركات إلى تحقيق نتائج فورية، قد تنسى الدور الهام الذي يؤديه المحتوى المعلوماتي منخفض النية أيضاً في رحلة المشتري، وبذلك تفوٌِت الشركات التي تهمل المحتوى منخفض النية جزءاً كبيراً من الزوار الذي قد يقرر الشراء في المستقبل.
أما الشركات التي تنشئ المحتوى لجميع أنواع النوايا ومراحل مسار التحويل، فستكون في أذهان الأفراد والمنظمات التي تقرر الشراء في النهاية.
لذا، عليك أن تكون استراتيجياً بشأن الكلمات المفتاحية ذات النية المنخفضة أو المتوسطة التي تريد استهدافها؛ لذا ضع في حسبانك من سيبحث عن الاستعلام منخفض النية الآن، وما هو الدور الذي قد يؤديه في عملية الشراء لاحقاً.
إذا لم تستطع ربط الأمور بعضها ببعض، فمن المحتمل ألا يكون للكلمة المفتاحية قيمة كبيرة لشركتك، وستكون الزيارات مجرد مقياس سطحي، أما إذا استطعت ربطها، ووجدت حجم بحث مقبول، فسوف يكون النجاح حليفك.
بإنشاء محتوى لجميع مراحل مسار التحويل، يمكنك البقاء في صدارة اهتمامات جمهورك المستهدف طوال عملية الشراء، وبناء الثقة والسلطة المرجعية في نفس الوقت.
3. استشر فرق التسويق بشأن استراتيجية محتواك:
لبناء حضور مستدام عبر الإنترنت، عليك المواظبة على تقديم قيمة لجمهورك، وللقيام بذلك، عليك معرفة المحتوى الذي يعده جمهورك قيماً.
يعرف المسوقون كثيراً من الأمور عن المنتجات والخدمات التي تبيعها شركاتهم، وحتى لو كانت لديك أدوات رائعة للبحث عن الكلمات المفتاحية، لن تعرف كثيراً عن المشكلات التي يواجهها عملاؤك المحتملون مثل فريق التسويق الذي يلتقي بهم ويتفاعل معهم يومياً، وهذا ما يجعله لا غنى عنه من حيث ابتكار أفكار المحتوى الجديدة.
4. جدوِل المراجعات والتحديثات للمحتوى القديم:
قد يكون من المغري تجاهُل المحتوى على موقعك على الويب، كونه يجلب لك الزيارات المطلوبة، خاصة عندما يكون أداؤه جيداً في البداية.
لكن ما ينجح اليوم قد لا ينجح بعد عام، خاصة إذا تطورت الموضوعات أو التوجهات التي يتناولها محتواك بمرور الوقت، وربما صارت المنشورات التي حصلت على تصنيف جيد وجذبت الزيارات قديمةً بعد أن نشرتها.
عندما يحدث هذا للصفحات عالية الأداء، فقد يكون له تأثير كبير في ظهورك على الإنترنت، وفي هذه المرحلة، سيكون لديك خياران:
- إنشاء محتوى جديد واستهداف كلمات مفتاحية جديدة لمحاولة التعويض عن هذه الخسائر.
- زيادة العائد من المحتوى الأصلي بتحديثه وتجديده.
يتطلب هذا الأخير وقتاً وموارد أقل، لكنَّه فعال جداً، ولقد وجد بحث أجراه موقع هاب سبوت (HubSpot) أنَّ تحديث المقالات القديمة قد يزيد عدد الزيارات إليها بنسبة 106%.
مع ذلك، إعادة الكتابة ليست دائماً حلاً سريعاً، فأولاً، تحتاج إلى تشخيص عناصر محتواك التي قد تكون السبب في ضعف أداء محتواك والسبب وراء ذلك، وربما تحتاج إلى إضافة مزيد من المحتوى الذي ينشئه المستخدم إلى صفحة عالية النية أو ربما ثمة جانب معين يجب التركيز عليه أكثر.
فكر فيما يريد القارئ معرفته في هذا السياق، وما الذي يحتل مرتبة جيدة الآن، وكيف يمكنك تقديم قيمة فريدة، فيؤدي هذا إلى زيادة مدى وصول محتواك، وسيحسن جودته أيضاً، وهذا بدوره يشجع الأشخاص على العودة إلى موقعك للحصول على محتوى مماثل في المستقبل، وهذا أمر عام جداً للحفاظ على حضورك عبر الإنترنت.
5. اجمع بين محتواك ومحتوى الريادة الفكرية:
غالباً ما يُنظر إلى محتوى الريادة الفكرية على أنَّه منفصل عن محتوى تحسين البحث، فيمتلك أشخاص مختلفون هذين النوعين من المحتوى، ونادراً ما يتعاونون في إنتاج المحتوى.
لكن قد يكون هذا خطأ كبيراً، فعندما تفصل بين نوعي المحتوى، فإنَّك تفوِّت فرصة إثراء محتوى تحسين البحث بآراء وخبرات وتجارب واقعية.
حتى إذا كنت تستضيف محتوى الريادة الفكرية في مجموعة منفصلة على موقعك على الويب لأسباب تنظيمية، فما يزال بإمكانك الاستفادة من هذه المقابلات ووجهات النظر ضمن محتوى تحسين البحث.
يُمكِّنك الجمع بين نوعي المحتوى من إنشاء صفحات يسهل العثور عليها في صفحات نتائج البحث، وتقديم معلومات فريدة وموثوقة لأولئك الذين ينقرون عليها.
أصبحت الحاجة إلى هذا التداخل أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة مع وصف جوجل توجيهات تقييم جودة البحث (Google’s Search Quality Rater Guidelines) لأهمية خبرة الكاتب في المحتوى ذي الجودة العالية.
على الرغم من أنَّ الخبرة لم يُعترف بها بوصفها عامل تصنيف، فإنَّ جوجل يسعى إلى مكافأة الصفحات التي تعرض الخبرة العملية.
ينطبق الأمر نفسه على المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC)، وتقتصر كثير من الشركات على مشاهدة تقييماتها في صفحة التزكيات فقط، أو تفشل في جمعها من مواقع المراجعة المستقلة.
لقد كشف بحث أنَّ 97% من المستخدمين يأخذون في الحسبان مراجعات العملاء الحاليين عند اتخاذ قرار الشراء، فما يريده القارئ وجوجل من محتوانا واضح جداً، ولكن تفشل معظم الشركات في تلبية ذلك.
الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية لبناء حضور عبر الإنترنت والحفاظ عليه هي إدراك أنَّ القراء يريدون الحصول على إجابة شاملة لاستفساراتهم، ويريدونها من شخص يتمتع بالخبرة أيضاً.
6. لا تنس التحسينات خارج الصفحة:
إنتاج محتوى رائع هو نصف المطلوب فقط، وللحصول على كلمات مفتاحية أكثر تنافسية، عليك إجراء بعض التحسينات خارج الصفحة لإحداث التأثير المطلوب.
ذلك أنَّ جوجل ما يزال يعتمد على مؤشرات تحسين محركات البحث من خارج الصفحة، مثل الروابط الخلفية من مواقع أخرى، لتحديد مدى موثوقية موقعك على الويب.
لسوء الحظ، لا توجد طرائق مختصرة هنا، ولا يوجد حل سحري أيضاً، إذ عليك بناء روابط خلفية وتجنب ممارسات بناء الروابط غير المرغوب فيها، وبدلاً من ذلك، ركز على تقديم محتوى قيِّم يرغب الأشخاص في مشاركته على مواقعهم الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن أفضل العناصر لهذا الغرض: الأدوات والأدلة والمسارد والبحوث الأصلية.
في الختام:
لقد قدمنا مجموعة من النصائح التي يمكن لشركتك تنفيذها لبناء حضور عبر الإنترنت وتحسينه والحفاظ عليه، ومع ذلك، ربما لا يمكنك تطبيقها دفعة واحدة.
لحسن الحظ، ثمة موضوع مشترك في كل هذه النصائح، ألا وهو أنَّ محتواك يحتاج إلى إظهار الخبرة والموثوقية، وأن يكون ذا صلة وجودة عالية.
لقد ولَّت الأيام التي كان بإمكانك فيها حشو كلماتك المفتاحية في مقالتك وتحصل بفضلها على تصنيف في نتائج البحث، ففي عام 2024، يتطلب الحضور المستدام عبر الإنترنت فهماً أفضل لجمهورك واستراتيجية تركز على إنتاج محتوى مفيد بحق.
إذا فعلت ذلك على الوجه الصحيح، فسوف يستمر حضورك عبر الإنترنت في النمو.