7 خطوات لإنشاء خطة محتوى محكمة -الجزء الثاني
تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن تعريف خطة المحتوى وأهميتها ومكوناتها، والفرق بين تخطيط المحتوى واستراتيجية المحتوى، وعن خطوتين لإنشائها، وسنتابع في هذا الجزء الحديث عن بقية الخطوات.
7 خطوات لإنشاء خطة محتوى محكمة:
3. تخطيط سير عمل المحتوى:
يتطلب إنشاء المحتوى جهداً جماعياً تعاونياً. ولهذا السبب تعد الاستقلالية المتناسقة ضرورية عند التخطيط لاستراتيجية المحتوى. وهي تعني أنَّ كل فرد مسؤول عن المحتوى (في مثالنا) يدرك كل ما يرغب عملك في تحقيقه من استراتيجية محتواك ويكون مستعداً لاستخدام مهاراته لدعم أهدافك.
فيما يلي بعض الأسئلة التي يمكنك أخذها في الاعتبار عند تحديد أعضاء الفريق الذين ستضيفهم إلى القوى العاملة لديك:
- ما المعايير التي تستخدمها لتحديد المحتوى الذي تريد نشره؟
- ما مقدار المحتوى الذي ستنشره كل يوم وأسبوع وشهر وربع سنة وسنة؟
- من سينتج المحتوى ويقدم تغذية راجعة لمنشئي المحتوى؟
- من المسؤول عن ضمان دقة المحتوى وحداثته؟
- من سيقوم بإنشاء وتحديث التقويمات التحريرية لتوزيع المحتوى عبر قنوات التسويق؟
- من سيشرف على إدارة المحتوى وتدريب شركاء الأعمال على تقييم محتواهم؟
- من سيضع ويحسن مبادئ المحتوى التي ستوجه جميع جهود المحتوى؟
- من سيتحقق من أفكار المحتوى والطلبات خارج استراتيجية المحتوى أو فئاته أو سماته؟
- كيف سيجري التعامل مع أفكار المحتوى والمقترحات التي لا تندرج تحت فئات محددة؟
فيما يلي مجموعة أساسية من المناصب والمسؤوليات التي تنطبق على معظم عمليات إنشاء المحتوى:
المنصب |
المسؤولية |
استراتيجي المحتوى |
يشرف على استراتيجية المحتوى الشاملة. |
محرر |
تعيين المسؤول عن إنشاء المحتوى ومراجعة المحتوى. |
كاتب |
ينشئ محتوى بناءً على الإستراتيجية والمتطلبات المحددة. |
خبير المادة |
المشاركة في المقابلات أو الجلسات مع منشئي المحتوى لتبادل المعرفة والخبرة. |
محسِّن محركات البحث |
تنفيذ أفضل ممارسات تحسين محركات البحث (SEO) لتسهيل العثور على المحتوى من خلال محركات البحث. |
مصمم رسومات |
ينشئ صور للعلامة التجارية. |
مدير المشروع |
يضمن سير عمل المشروع بأكبر قدر ممكن من الكفاءة ويُطلع الفريق على المستجدات. |
الناشر |
يتولى ضمان الجودة ونشر المحتوى. |
موزِّع المحتوى |
ينشر المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ونظام إدارة المحتوى، والنشرات الإخبارية عبر البريد الإلكتروني. |
نصيحة مهنية:
ليس بالضرورة أن يكون لديك كل هذه المناصب في فريقك في المرحلة المبكرة من استراتيجية محتواك. حيث يمكنك البدء بأشخاص داخليين أو الاستعانة بخبراء خارجيين (مثل المستقلين أو المتعاقدين) لدعم فريقك.
4. إنشاء تقويم تحريري:
توجد طرائق لتنمية مدونة أكثر فاعلية من إنشاء مقالات مرة واحدة. فأنت بحاجة إلى استراتيجية لإنتاج المحتوى إذا كان هدفك هو تطوير مدونة تحتوي على محتوى عالي الجودة يجري تحديثه باستمرار. يساعدك التقويم التحريري في ذلك.
تساعدك التقويمات التحريرية على نشر المحتوى في الوقت المناسب للجمهور المناسب. حاول أن تفكر في الأمر بنفس الطريقة التي تفكر بها في جدول تحريري لمجلة أزياء شهيرة. تطور المجلة المحتوى وتشاركه استناداً إلى الفترة أو الموسم من العام والتوجهات المتوقعة والأحداث الجارية وعوامل أخرى. على الأرجح، يجب أن يحذو عملك حذوهم.
يجب أن يحتوي التقويم التحريري الجيد على ما يلي:
- محتوى مخصَّص لقنوات وجماهير محددة.
- مبادرات المحتوى والمواضيع المخطط لها مقدماً.
- توجيه مسارات العمل التحريري، مثل عمليات إنشاء المحتوى والموافقة والمراجعة.
عندما تتمكن من إلقاء نظرة شاملة على كل المحتوى المستقبلي في جدول البيانات في لمحة سريعة، بالإضافة إلى التفاصيل الأساسية لكل جزء من المحتوى، مثل المخطط الزمني والكاتب ونوع المحتوى والموضوع وما إلى ذلك؛ ستجد أنَّه من الأسهل بكثير التوثق من أنَّ محتواك يغطي موضوعات المحتوى المناسبة.
قد يشمل التقويم التحريري ما يلي:
- الجدول الزمني للمشروع: يجب أن يحتوي على تاريخ البدء وتاريخ التسليم وتاريخ النشر والمواعيد النهائية الأخرى.
- جرد المحتوى: الجمهور المستهدف، نوع/شكل المحتوى، والموضوع، وهدف المحتوى.
- معلومات تحسين محركات البحث: الكلمات المفتاحية والوصف التعريفي ومعلومات التتبع.
- طاقم العمل/أعضاء الفريق: الكاتب، والمحرر، ومصمم الرسومات، وغيرهم.
- المقاييس: المبيعات، والعملاء المحتملين، والنقرات، والدفع لكل نقرة.
- الأحداث الخاصة/الدورية: العطلات، والمناسبات السنوية، والفعاليات التنظيمية.
يجب أن يتناسب التقويم التحريري مع أعمالك ومشاريعك على مستوى فريقك. يجب أن يتمتع كل فرد في فريقك بإمكانية الوصول إلى هذا التقويم للتحقق من مهامهم وتحديثها.
استخدام قوائم مراجعة تحريرية:
تساعد قوائم المراجعة التحريرية منشئي المحتوى على التحقق من عملهم وتُذكِّر مراجعي المحتوى بالمفاهيم التي يجب البحث عنها عند تقديم التغذية الراجعة. حيث يمكن لمنشئي المحتوى استخدام قوائم المراجعة التحريرية لتقييم عملهم، بينما يمكن لمراجعي المحتوى استخدامها لتقديم تغذية راجعة.
إليك مثال عن قائمة مرجعية تحريرية:
يضمن استخدام هذه القائمة توافق المحتوى مع الاستراتيجية قبل النشر أو التوزيع.
5. وضع خطة لترويج المحتوى:
تتمثل إحدى طرائق ترويج المحتوى في بناء الروابط عن طريق حمل مواقع ويب أخرى على وضع روابط تشير إلى موقعك.
ولكن قبل التسرع في تطوير استراتيجية بناء الروابط، اسأل نفسك:
- ما الذي يجعل مواقع الويب الأخرى ترغب في وضع روابط تشير إلى موقعي؟
- كيف يمكنني إنشاء محتوى يستحق بناء روابط له؟
- ما هي أجزاء المحتوى في موقعي الإلكتروني التي تستحق بناء الروابط لها؟
إليك بعض أساليب بناء الروابط التي يمكنك وضعها في الاعتبار:
1. نشر محتوى متميز:
هذه هي الخطوة الأولى لبناء الروابط. استخدم نهجاً يعتمد على البيانات لإنشاء محتوى مفيد يعالج مشكلات الجمهور المستهدف.
2. تحليل استراتيجية الروابط الخلفية لمنافسيك:
يمكنك تحديد فرص الارتباط المحتملة من خلال تحليل منافسيك. فعلى سبيل المثال، إذا وجدت مقالة ذات تصنيف عالي، فسوف تكتشف أن أحد أسباب حصولها على هذا التصنيف المرتفع هو أنَّها تحتوي على روابط خلفية أكثر من غيرها.
3. تعزيز الوعي بمحتواك:
يمكنك عرض أفكارك على الصحفيين أو المدونين. فعند التواصل مع جهات الاتصال أو محاولة شد انتباههم، من الهام أيضاً عدم استخدام البريد الإلكتروني أو الهاتف فقط. حاول متابعتهم على منصات التواصل الاجتماعي مثل منصة إكس (X) لمعرفة المزيد عن اهتماماتهم والمواضيع التي يتناولونها.
تتضمن أساليب ترويج المحتوى الأخرى ما يلي:
1. ترجمة محتوى موقع الويب إلى لغات أخرى:
يمكنك الوصول إلى جمهور أكبر عن طريق ترجمة محتواك إلى لغة القارئ.
2. المشاركة في مواقع المنتديات:
لا تعني المشاركة إغراق الآخرين بالروابط. فمواقع المنتديات صارمة للغاية فيما يتعلق بإرسال البريد العشوائي وتقييد حسابات المستخدمين عند مشاركتهم في أنشطة مثل الترويج أو وضع الروابط أو تقديم معلومات خاطئة. ومع ذلك، سيلاحظ الأشخاص حسابك الشخصي ويزورونه إذا أضفت قيمة حقيقية إلى هذه المواقع. حيث تعد منصات منتديات الأسئلة والأجوبة مثل ريديت (Reddit) وياهو آنسرز (Yahoo Answers) رائعة لترويج المحتوى عن طريق الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بتخصصك. فاحرص على مراعاة السياسات المنصوص عليها في هذه المنصات وعدم انتهاكها.
3. وسائل التواصل الاجتماعي:
يمكنك استخدام منصات مثل فيسبوك (Facebook)، وإكس (X)، ولينكدإن (LinkedIn) وحتى بينيتريست (Pinterest) (هنا، يمكنك إضافة الرسوم البيانية والصور والصور المتحركة).
4. النشر في مدونات الآخرين:
يساعد هذا في عرض علامتك التجارية لجمهور جديد، ويثبت أنَّك رائد فكر، وربما تحصل على روابط خلفية لموقعك على الويب.
5. الإعلانات المدفوعة:
يمكنك استخدام العديد من المنصات لعرض إعلانات مختلفة مثل: جوجل وبينغ (لإعلانات الدفع مقابل النقرة)، وفيسبوك وإنستغرام (لأي نوع من الإعلانات) ويوتيوب (لإعلانات الفيديو).
6. إعادة استخدام المحتوى وتوزيعه:
لا ينبغي أن يكون الهدف من إنشاء المحتوى هو الإنشاء بحد ذاته فحسب، بل التوزيع. في التسويق، قنوات التوزيع هي طرائق توصيل المحتوى إلى الجمهور المستهدف. لهذا السبب، قبل أن تختار نوع المحتوى وصيغته، عليك أن تأخذ في الاعتبار ما تقدمه علامتك التجارية وما يريد جمهورك رؤيته.
فيما يلي بعض طرائق توزيع المحتوى التي يجب أن تكون على دراية بها:
1. توزيع المحتوى المدفوع:
يتضمن دفع العلامات التجارية المال للوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص. تشمل الأمثلة الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، والمحتوى المدعوم أو المقالات الترويجية، وإعلانات العرض الرقمي، وآد وردس (AdWords).
2. توزيع المحتوى المكتسب:
يشمل تقدير العملاء والأقران ووسائل الإعلام لجهود الشركة، فهذه هي مصداقية العلامة التجارية والثقة بها. حيث تشمل الأمثلة وسائل التواصل الاجتماعي، ومراجعات المستخدمين، والوسائط التقليدية، والمقالات غير المدعومة.
3. توزيع المحتوى المملوك:
هذا هو المحتوى الموزع عبر قنوات الشركات. حيث تتمتع الشركات بأقصى قدر من التحكم في ملكية محتواها، على الرغم من أنَّها لا تستطيع الوصول إلا إلى الأشخاص الذين يتابعونها على هذه المنصات. وتشمل الأمثلة موقع الويب والمدونة وقائمة التسويق عبر البريد الإلكتروني والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي (يختلف الوصول باختلاف المنصة).
يمكنك إعادة توظيف المقالات وتحويلها إلى رسائل إخبارية عبر البريد الإلكتروني لزيادة التفاعل والاحتفاظ بالمستخدمين. حيث يمكنك تصميم رسومات لوسائل التواصل الاجتماعي وعرض علامتك التجارية على جماهير جديدة. فعندما تتقن ذلك، فإنَّ المعرفة التي تكتسبها من التحسين المستمر لمحتواك تساعد عملك على النجاح.
7. قياس النتائج وتقييمها:
تسعى أي استراتيجية أو تكتيك عمل إلى دعم أهداف ومقاييس العمل الخاصة بالمؤسسة، مما يسمح لك بقياس إستراتيجية محتواك وإدارتها وتحسينها. هذا المفهوم واضح ومباشر، حيث يجعلك تحليل المقاييس تدرك ما إذا كانت جهودك التسويقية تستحق الاستثمار أم لا. كما يساعدك أيضاً على تحديد الجوانب التي قد تحتاج إلى تعديلها.
يساعدك اتخاذ خطوات محسوبة وقياس نجاحك في تسويق المحتوى على اكتشاف خيارات العملاء المفضلة، واكتشاف ما تجيده، والتأكد من أن جهودك تؤتي ثمارها.
على سبيل المثال، تتضمن مؤشرات الأداء الرئيسية التي يمكنك تتبعها لمقالة تحسين محركات البحث ما يلي:
- معدل الارتداد: عدد الأشخاص الذين غادروا موقعك دون التفاعل مع محتوى الصفحة.
- تحسين معدل التحويل: هل أكمل معظم الزوار الإجراء المطلوب على موقعك الإلكتروني؟ هل قاموا بملء استمارة أو الاشتراك في البريد إلكتروني أو اتخاذ الإجراء المطلوب؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ما الذي يمكنك القيام به على وجه أفضل؟
- نسبة النقر إلى الظهور: ما نسبة المستخدمين الذين ينقرون على موقعك الإلكتروني من نتائج البحث؟ هل من طريقة تجعل موقعك أكثر جاذبية وصلة؟
- القيمة الدائمة للعميل: ما مدى جودة القيمة الدائمة للعميل؟ ما هي التحسينات التي يمكنك القيام بها؟
بالنسبة لرسائل البريد الإلكتروني، تتضمن مؤشرات الأداء الرئيسية الأساسية التي يمكنك تتبعها: تحسين معدل التحويل، ومعدل الفتح، ومعدل الارتداد، ومعدل إلغاء الاشتراك، وغيرها.
بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، يمكنك تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية مثل: معدل التفاعل، والدفع لكل نقرة، ومعدل نمو الجمهور، وعدد المتابعين، وغيرها.