10 خطوات للنجاح في صناعة المحتوى

هل لديك أفكار كثيرة وتتمتَّع بحسٍّ إبداعي، وتعرض وجهة نظرك الفريدة على العالم؟ إذا كان الأمر كذلك، فإنَّ صناعة المحتوى مهنة تناسبك، ويتمتَّع صنَّاع المحتوى بقيمة كبيرة لما يقدِّمونه من محتوى مفيد وإبداعي، سواء أكانوا يعملون لدى شركة أم على حسابهم الخاص.
لكن ما مقوِّمات النجاح في صناعة المحتوى؟ إذا كنت تريد أن تعرف كيف تصبح صانع محتوى، فهذا المقال يقدِّم لك 10 خطوات تعينك في هذا الأمر.
من هو صانع المحتوى؟
يُنتج صانع المحتوى مواداً ترفيهية أو مفيدة أو تعليمية تلبِّي اهتمامات الجمهور المستهدَف وتحلُّ مشكلاته، ولهذا المحتوى أشكال متعدِّدة، مثل المقالات ومقاطع الفيديو والمدوَّنات الصوتية والصور والرسومات.
قد يكون صانع المحتوى:
- مقدِّم برامج عبر المدوَّنات الصوتية.
- مقدِّم برامج أو دورات تعليمية عبر يوتيوب (YouTube).
- كاتب.
- مؤثِّر في وسائل التواصل الاجتماعي.
خطوات هامة لتكون صانع محتوى ناجح
سواء كنت تعمل ضمن فريق تسويق محتوى في شركتك أم تبني علامة تجارية تخصك، فهناك بعض الخطوات المجرَّبة التي تساعدك على النجاح في صناعة المحتوى، ولكن مثل أي شيء آخر، لن يتحقَّق النجاح بين عشيَّة وضحاها، ولا ينبغي ذلك لأنَّك تريد إتقان عملك، وليس مجرد القيام به.
1. اختيار التخصص المناسب
عندما تبدأ في صناعة المحتوى، يجب أن تكون لديك فكرة عامة عن الموضوعات التي ترغب في التحدث عنها أو القناة التي تريد التركيز عليها، فمثلاً ربَّما لديك خبرة في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي، وترغب في مشاركة نصائحك حول وسائل التواصل الاجتماعي مع الآخرين على موقع إنستغرام (Instagram)، أو ربَّما سدَّدْتَ ديونك وترغب في مشاركة نصائحك حول التمويل الشخصي على موقع يوتيوب حتى يتمكن الآخرون من القيام بالشيء نفسه.
ما تختار التركيز عليه هو تخصصك، ويجب أن يكون كل المحتوى الذي تصنعه مُتعلِّقاً بهذا التخصص، ولكن لا تُلِح في العثور على تخصِّص مُعيَّن فوراً، فليس من الضروري أن يكون لديك تخصص بمجرد أن تبدأ، فإذا كنت قد بدأت صناعة المحتوى للتو، فاختَرْ مجالاً أوسع وجمهوراً أوسع، ثمَّ ستجد التخصص المناسب مع مرور الوقت.
2. قراءة محتوى عن مجال عملك كل يوم
يتطلب منك إنشاء محتوى رائع يُعجِب جمهورك المستهدَف أن تكون على دراية تامة بمجال عملك، إذ لا يكفي أن تقرأ فحسب؛ بل يجب أن تبحث في الإنترنت عن التوجهات والأخبار في مجال عملك، ويساعدك هذا على فهم السياق التاريخي لِما حدثَ في مجال عملك، وكيف يؤثر ذلك في عقلية جمهورك المستهدَف في الوقت الحاضر.
اشترِكْ في النشرات الإخبارية، واستمِعْ إلى المدوَّنات الصوتية، واقرأ المنشورات والمقالات المتخصِّصة للبقاء على اطلاع بآخر المستجدات والملاحظات من قادة الفكر في مجالك، واسأل جمهورك أيضاً عمَّا يقرؤونه ويشاهدونه في هذه الأيام وتابِعْهم، وباكتشاف الأماكن التي يقضي فيها جمهورك وقته على الإنترنت، يمكنك معرفة المزيد عن الموضوعات وأنواع المحتوى التي يهتمون بها.
3. المواظبة على الكتابة
إذا لم تواظب على الكتابة، فستفقدُ مهارتك، ويجب أن يفهم صنَّاع المحتوى الناجحون أهمية ممارسة مهارات الكتابة باستمرار، فتتبلوَر الأفكار التي قد تكون مُشوَّشة في أذهانهم وتُحدَّد النقاط الرئيسة التي يمكن أن تتحول إلى أفكار مُكتملة لاحقاً.
قد لا يشعر صنَّاع المحتوى الناجحون بالإلهام للكتابة طوال الوقت، لكنَّهم يعرفون أنَّ كتابتهم قد تفضي إلى شيء يُلهم الآخرين، حتى إذا لم تكن قناتك الرئيسة تتضمَّن محتوى مكتوباً، فمثلاً إذا كنت مُقدِّم برامج عبر مدوَّنة صوتية أو صانع محتوى على موقع يوتيوب، فإنَّ الكتابة بانتظام تُبلوِر أفكارك وتفهم وجهة نظرك الفريدة فهماً أفضل.
اكتب يومياً حتى تعتد الكتابة، ولا يعني هذا أن تكتب مقالاً مُتقناً من 1500 كلمة عن موضوع متعلق بمجال عملك يومياً؛ بل يكفي أن تخصِّص 10 أو 15 دقيقة لتدوين بعض الأفكار، واكتشِفْ الوقت الذي يكون فيه ذهنك صافٍ (قد يكون ذهنك أصفى في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من الليل) واكتب ما يخطر في بالك.
4. فهمُ جمهورك المستهدَف
أحد أصعب الأمور التي يجب عليك تحمُّلها بوصفك محترفاً إبداعياً، هو أنَّك تحت رحمة جمهورك، ويمكن لِاحتياجات هذا الجمهور أن تستنزف إبداعك، ولكن في نهاية المطاف، جمهورك هو مصدر دخلك، فإذا فهمتَ جمهورك فهماً كافٍ، فستجد اهتمامات وفرصاً إبداعية لم تكن لتجدها دونهم.
من أهم الصفات التي يتمتَّع بها جميع صنَّاع المحتوى الناجحين أنَّهم يعرفون جمهورهم حق المعرفة، فادرُسْ قرَّاءك ومشاهديك، وما الذي يريدونه ولم تقدِّمه لهم بعد؟ وما مشكلاتهم التي يمكنك حلها لهم؟
يساعدك تتبُّع وتحليل مقاييس معيَّنة على معرفة ما إذا كان محتواك يُعجب جمهورك، فإذا كان لديك نشرة إخبارية، فإنَّ ارتفاع معدَّل الفتح يخبرك بأنَّ سطر الموضوع قد نال إعجاب مشتركيك، ويُشير ارتفاع معدَّل النقر على الروابط إلى أنَّ الأشخاص كانوا يريدون معرفة المزيد حول الروابط التي أدرجتها.
ادرُسْ جمهورك -سلوكاتهم واهتماماتهم وتوجهاتهم- لصناعة المحتوى الذي يريدون رؤيته، وإذا عجزتَ عن ذلك، فاسأل جمهورك مباشرةً، فلن يتوانى الأِشخاص المهتمون بمحتواك عن مشاركة تغذيتهم الراجعة بشأن المحتوى الذي يُعجبهم ويرغبون في المزيد منه.
5. التميُّز في أسلوبك الخاص
أنت لست صانع المحتوى الوحيد في مجال عملك، وهذا يعني أنَّك لست الوحيد الذي يقدِّم النصائح والملاحظات والقيادة الفكرية التي يتطلَّبها مجال عملك، وهناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتتميَّز عن صانعي المحتوى الآخرين في مجالك، مثل تنويع محتواك وترويجه على قنوات مختلفة، واكتساب الخبرة والثقة بمرور الوقت.
لكن حتى في هذه الحالة، فإنَّ صانعي المحتوى الذين تتنافس معهم يفعلون الشيء نفسه، فما الذي يمكنك إضافته إلى محتواك ولا يستطيع أي شخص آخر إضافته؟ أسلوبك الخاص، فمثلاً شارِكْ نصائح عن الكتابة والتحرير، ورغم أنَّهما من الموضوعات الشائعة، فإنَّك تستطيع التميُّز باستخدام أسلوبك الخاص في كل ما تشاركه.
أطلِقْ العنان لشخصيتك، وأضِفْ لمستكَ الفريدة، واتَّخِذْ موقفاً مؤيِّداً أو معارضاً لشيء ما.
6. مشاركة محتوى الآخرين
كثيرون هم أولئك الأشخاص الذين يشاركون محتوى الآخرين هذه الأيام، ففي الواقع يمكن لأي شخص على الإنترنت أخذ محتوى شخص آخر وإعادة تغريده، أو مشاركته على لينكدإن (LinkedIn)، أو كتابة مقالة عنه، وغير ذلك، لكنَّ صانعي المحتوى الناجحين يدركون أنَّه لا يكفي أخذ أخبار المجال ذات الصلة ومشاركتها مرة أخرى مع معجبيك ومتابعيك، فالتفاعل مع المحتوى وبيان مدى ملاءمته لك أمر أساسي.
استخدِمْ المحتوى عندما يكون لديك شيء قيِّم تريد إضافته، والآن بعد أن بدأت في تصفُّح الإنترنت بانتظام بحثاً عن أخبار تتعلق بمجال عملك، فمن المحتمل أن يكون لديك معرفة أعمق ممَّا تعتقد، وكن واثقاً، وامنح قرَّاءك معلومات إضافية ومفيدة أو حتى فكرة أو رأي عند مشاركة محتوى الآخرين، وسيقدِّر جمهورك ذلك، وربما يقدِّره المؤلِّف أيضاً ويكافئك على ذلك.
7. فهم مؤشرات الأداء الرئيسة
لا يعني مجرد نشر المحتوى عبر الإنترنت أنَّك ستحصل على الزيارات التي يستحقها محتواك، ولتعزيز ظهور محتواك، ركِّزْ أولاً على مؤشر الأداء الرئيس (KPI) وحسِّنْ المحتوى بناء عليه، وإنَّ مؤشر الأداء الرئيس، هو مقياس محدَّد اخترته لقياس مدى جودة أداء محتواك مقارنة بتوقعاتك.
تشمل بعض مؤشرات الأداء الرئيسة التي قد يتبعها صانعو المحتوى ما يأتي:
- الزيارات من وسائل التواصل الاجتماعي: عدد الزوَّار الذين يصلون إلى محتواك من منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الزيارات المباشَرة: عدد الزوَّار الذين يصلون إلى محتواك عن طريق إدخال رابط موقعك الإلكتروني مباشرةً في شريط عنوان المتصفِّح.
- الزيارات المجانية: عدد الزوَّار الذين يصلون إلى محتواك من رابط يظهر في صفحة نتائج محرِّك البحث.
- ملء النماذج: عدد الأشخاص الذين يزورون موقعك الإلكتروني ويغادرون بعد ملء نموذج بمعلومات التواصل معهم مقابل مورد قدَّمته لهم (شكل من أشكال جذب العملاء المحتملين).
إذا كان لديك مدوَّنة نَشِطة أو قناة على يوتيوب وتريد التركيز على الزيارات المجانية مثلاً، فادرُسْ خوارزمية البحث لكلٍّ من جوجل ويوتيوب لمعرفة كيفية تصنيف المحتوى، وبعد ذلك حسِّنْ محتواك بحيث يحقِّق أداءً جيداً وفقاً لمؤشر الأداء الرئيس للزيارات المجانية، وكلَّما زادت معرفتك بمؤشرات الأداء الرئيسة المتاحة لصانعي المحتوى الآن، زاد نجاح محتواك.
8. التواصل في كل فرصة
يعرف صنَّاع المحتوى الناجحون أنَّ نجاحهم لا يرجع إلى شغفهم فحسب؛ بل يرجع أيضاً إلى أولئك الذين علَّموهم وألهموهم ودفعوهم إلى التفكير بطريقة مختلفة، وهذه إحدى الطرائق التي تساعد صنَّاع المحتوى على النجاح، ولقد أدركوا وجود المزيد لتعلمه، وهم مستعدون لتعلُّم طرائق جديدة للتفكير.
يجبرك التواصل مع الآخرين على التعلُّم، فلقد حان الوقت للاستماع إلى أفكار الآخرين وأخذها بالحسبان إلى جانب أفكارك، والمواظبة على التواصل من خلال اغتنام كل فرصة سانحة، وقضاء بعض الوقت على منصة إكس (X) ولينكدإن للتعرف إلى قادة الفكر في مجال عملك ومتابعتهم.
9. تقديم الحلول وليس التعليق فقط
قد تكون لديك في بداية عملك في صناعة المحتوى المعرفة التي يطلبها السوق المستهدَف، ومع ذلك، لا يرى صانعو المحتوى الناجحون أنَّ الخبرة هي كل شيء، فإذا أردتَ أن يتذكَّر جمهورك محتواك، فلا تكتفِ بسرد الأشياء التي تعرفها فحسب؛ بل اشرح سبب أهميتها وما يمكن لجمهورك أن يستخلصه منها.
لا يهتم الأشخاص الذين يتابعون محتواك بسماع حديثك فقط، فهم يريدون منك تلبية احتياجاتهم المحدَّدة، فقدِّم لهم نصائح عملية واقترِحْ عليهم الحلول، وسواء كنت تحل مشكلاتهم أم ببساطة تزيد من ثقتهم في مجال عملك، فمسؤوليتك هي أن تصوغ فهمك للسوق بكلمات يمكنهم فهمها واستخلاص الدروس منها.
10. التشكيك في كل شيء
يتمتع صانعو المحتوى الناجحون بالفضول بطبيعتهم، ولقد تعلَّموا أن يكونوا فضوليين بشأن معرفتهم الخاصة والمعرفة التي يتلقَّونها من الآخرين مِن حولهم، فالأفكار التي تأتي من هذا الفضول هي التي تصنع محتوى رائعاً.
شكِّكْ في الوضع الراهن وعارِضْ كل وجهة نظر باستمرار، فقد يكون من الصعب في البداية اتخاذ وجهة نظر مخالفة لمحتوى تتابعه، ومع ذلك إذا تساءلت لماذا يفكِّر المؤلف بهذه الطريقة وما الذي دعا مجال العمل إلى إثارة وجهة النظر هذه، ستفكِّر تفكيراً نقدياً بالمحتوى الذي تتابعه، فإذا كنت لا تعلم، فإنَّ النقَّاد يصنعون صنَّاع محتوى رائعين.
في الختام
هناك ضغط كبير على صنَّاع المحتوى لإنتاج محتوى رائع وبناء علاماتهم التجارية، فاعلَمْ أنَّ النجاح في صناعة المحتوى يبدأ بالعادات التي تكسبها، لأنَّها ستؤهِّلك لإنتاج محتوى مفيد وذي قيمة كبيرة لجمهورك المستهدف.