6 تطبيقات للذكاء الاصطناعي في الحملات التسويقية المخصصة

يطالب معظم المستهلكين في الوقت الحالي بتخصيص الخدمات والمنتجات، مما يفرض على عاتق المشاريع التجارية مهمة إثبات التزامها بالتخصيص ضمن حملاتها الترويجية. يتطلب تخصيص تجارب العملاء جمع كميات هائلة من البيانات وتحليلها بهدف فهم احتياجات العملاء وتحديد الطريقة المُثلى لتعزيز اندماجهم، وهنا يبرز دور تكنولوجيا "الذكاء الاصطناعي"؛ (AI).
تتيح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إمكانية تخصيص المواد التسويقية على نطاق واسع، واستخدام المعلومات التي تجمعها أثناء تطبيق الحملات الإعلانية في تحسينها. تُستخدَم هذه البيانات من ناحية أخرى في توقع السلوكات المستقبلية.
أهمية تخصيص الحملات التسويقية
يتوقع المستهلك من العلامات التجارية التي يشتري منها بتكرار أن تتفهم احتياجاته ومطالبه على المستوى الشخصي. يُعد التخصيص الإعلاني جزءاً هامّاً من إستراتيجية تسويق النشاط التجاري. يحتاج العميل المحتمل لتلقي رسائل، وتوصيات، وعروض مخصصة في جميع مراحل تجربته مع العلامة التجارية.
تخسر الشركة إيرادات كبيرة عندما تهمل إجراءات تخصيص المواد التسويقية، فقد تبين أنَّ 45% من المستهلكين يتجنبون الشراء من العلامات التجارية بعد خوض تجربة غير مخصصة، و27% منهم يتوقفون عن التعامل مع العلامة التجارية بالكامل.
يهدف التخصيص إلى إبراز اهتمام العلامة التجارية باحتياجات المستهلكين، وهو ما يساعد في بناء العلاقة مع الجمهور المستهدف وزيادة رضا العملاء وضمان استمرارية ولائهم على الأمد الطويل. تبرز أهمية هذا الإجراء خاصةً في حالة التسويق القائم على الحسابات؛ إذ يعتمد هذا النوع من التسويق على خصائص واحتياجات الأفراد المستهدفين.
تستفيد الشركات من بيانات المستهلكين في تحسين إجراءات التسويق؛ إذ يمكن تحديد نوع الإعلانات والمواد الترويجية المناسبة للشريحة المستهدفة عن طريق تحليل بيانات التغذية الراجعة التي يقدمها العملاء واستخدام أدوات متابعة رسائل البريد الإلكتروني.
استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تخصيص المواد التسويقية
لم يعد المحتوى الترويجي المخصص لنمط شخصية المشتري أو مجموعة من المستهلكين الذين ينتمون لنفس الفئة العمرية أو الخلفية المهنية أو الدراسية فعالاً في الوقت الحالي، سيما أنَّ ميول العملاء وسلوكاتهم تتغير باستمرار مع مرور الوقت، ولكن بالمقابل، يتطلب التخصيص بحسب المواصفات والاحتياجات الفردية وقت وجهد كبير ما لم تُستخدَم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
اضطر المسوقون، في ما مضى، للاعتماد على الافتراضات وطريقة التجريب والخطأ في تحديد احتياجات المستهلكين. أتاحت تكنولوجيا التخصيص القائم على القواعد إمكانية استخدام اسم المستهلك في رسالة البريد الإلكتروني لكنّه – مع ذلك – سيتلقى نفس المحتوى مثل بقية العملاء المستهدفين. تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي إمكانية تحديد نوع المحتوى المناسب لكل مستهلك وإرساله تلقائياً.
تشمل تحديات التخصيص واسع النطاق من ناحية أخرى ضخامة البيانات المتاحة للمسوقين مثل تاريخ التصفح، وعمليات الشراء السابقة، والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي، والتفاعلات مع فريق خدمة العملاء. تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي إمكانية جمع، ومعالجة، وتحليل كميات هائلة من البيانات السلوكية والحصول على معلومات دقيقة وآنية عن تجاوب الشريحة المستهدفة مع الحملات الترويجية.
يسمح التمثيل الافتراضي للبيانات بتجميع كميات هائلة من البيانات الناتجة عن المصادر المختلفة ضمن مكان واحد، ويُذكَر من هذه الأدوات "المثيلات المحسِّنة للذاكرة" (memory-optimized) والمثيلات المحسِّنة لوحدة معالجة الرسوميات (GPU-optimized) التي تتيح إمكانية تصنيف البيانات وتحليلها.
يقدم الذكاء الاصطناعي أدوات حديثة لتطبيق التجارب والاختبارات على البيانات والتعلم منها. تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة إمكانية إجراء عدد كبير من العمليات التكرارية مثل اختبارات أ/ب متعددة المتغيرات من أجل تحديد المواد التسويقية المناسبة للمستخدمين على اختلاف أنواعهم. يمكن تحسين إستراتيجية التسويق أثناء تطبيقها على أرض الواقع.
8 فوائد لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في التسويق والبيع
- تحسُّن جودة الفرص المتاحة بنسبة 67%.
- تحسين جودة التفاعل مع العملاء الحاليين والمحتملين بنسبة 56%.
- تعزيز فهم أهداف المشتري بنسبة 52%.
- زيادة معدل تحويل الزوار إلى عملاء بنسبة 50%.
- زيادة عدد العملاء المحتملين بنسبة 50%.
- زيادة جدوى الإنفاق على الإعلانات بنسبة 40%.
- تسريع مراحل عمليات البيع بنسبة 38%.
- تحسين القدرة على تتبع وتقييم تأثير قنوات التسويق المتعددة في سلوك العميل وقرارات الشراء بنسبة 27%.
استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص الحملات التسويقية
في ما يلي، 6 تطبيقات للذكاء الاصطناعي في الحملات التسويقية المخصصة:
1. رسائل البريد الإلكتروني المخصصة
يُستخدَم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة لجمع البيانات وتحديد ميول المستهلكين والاستفادة منها في إعداد رسائل مخصصة للعملاء المستهدفين. يتوقع الذكاء الاصطناعي نوع المحتوى الذي تتفاعل معه شريحة معيَّنة تحت ظروف مختلفة ويرسل تلقائياً مواد ترويجية مناسبة لكل واحد من العملاء المستهدفين.
يضمن الذكاء الاصطناعي أيضاً إرسال المحتوى الترويجي في التوقيت المناسب لكل واحد من المستهلكين باستخدام أدوات الأتمتة التي تعتمد على البيانات السابقة والحالية، ويمكن أن تجري عملية الإرسال استجابةً لسلوكات محددة مثل النشاط الحالي للمستهلك على الإنترنت أو موقعه الجغرافي.
تتضمن هذه الإجراءات الإشعارات التي تلفت انتباه المستخدم وتظهر على شاشة المحمول وتقدم مقترحات مثل "هل ما زلت مهتم بالمنتج؟ عد إلى موقعنا واحصل على حسم مقداره 10%". هذه الرسالة مخصصة ويمكن أن تسهم في زيادة معدلات النقر.
2. التوصيات المخصصة
يساعد الذكاء الاصطناعي من ناحية أخرى في تعزيز تفاعل المستهلكين عن طريق اقتراح المنتجات والخدمات التي يحتاجون إليها. تحصل نماذج الذكاء الاصطناعي على هذه المعلومات عن طريق تحليل سلوكات المستخدمين وبيانات زوار الموقع الإلكتروني.
أسست شركتا "سبوتيفاي" (Spotify) و"أمازون" (Amazon) على سبيل المثال، محركات خاصة باقتراح خيارات معيَّنة على العملاء، وتستخدم أدوات فرز وتصفية تعاونية لاقتراح المنتجات بناءً على مواصفات الشريحة المستهدفة وتفاعلاتها السابقة.
يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي – من ناحية أخرى – اقتراحات مخصصة لزوّار مواقع البيع بالتجزئة، كما تعرض روبوتات الدردشة مجموعةً من الخيارات بناءً على الكلمات المفتاحية في المحادثة وتاريخ الشراء، ثم تُقدّم خصومات بحسب بيانات ولاء المستهلك للعلامة التجارية، وتعرض عليه منتجات إضافية بعد تمام عملية الشراء.
تستخدم الشركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحسين رضا العملاء عن طريق الوسائل التالية:
- تخصيص رسائل البريد الإلكتروني.
- روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
- اقتراح المنتجات.
- الإعلانات المخصصة.
- التسعير المخصص.
- تحسين إجراءات تصنيف المستهلكين.
3. المواقع الإلكترونية الحيوية
يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية تخصيص واجهة الموقع الإلكتروني بحسب السلوكات وتاريخ الشراء والتصفح لكل واحد من الزوار.
تتكيف المواقع الإلكترونية الحيوية مع المستخدمين وتعرض عليهم منتجات وواجهات مختلفة بناءً على بيانات التصفح وعمليات الشراء السابقة.
يساعد تعلم الآلة من ناحية أخرى في تخصيص المحتوى بناءً على بيانات المواضيع المتداولة، وعمليات البحث الرائجة، وموقع المستخدم على سبيل المثال. تستخدم بعض المواقع بيانات أحوال الطقس في تقديم المقترحات، ولتكن عرض إعلانات عن المنتجات التي تقي من أشعة الشمس خلال موجات الحر على سبيل المثال.
4. توقُّع سلوكات المستهلكين
تتميز أدوات الذكاء الاصطناعي بقدرة بارزة على توقع سلوكات المستخدمين وأفعالهم في المستقبل؛ إذ ترتفع دقة التوقعات مع زيادة كمية البيانات التي تجمعها أدوات تعلم الآلة.
تهدف هذه المعلومات إلى مساعدة أعضاء فريق التسويق في تحسين تجربة المستهلك والتجاوب مع الأفعال والقرارات المتوقعة في المستقبل. يساعد التسويق التنبئي في توقع المنتجات التي يُرجَّح أن تحقق مبيعات عالية، وهو ضروري لتخصيص الميزانية المناسبة وتحسين العائد على الاستثمار. يمكن الاستفادة من هذه الأدوات في تحسين الحملات التسويقية المستقبلية وتطبيق الإجراءات المخصصة بحسب بيانات المستهلكين.
5. تحديد الحالة المزاجية
أصبحت الآلات قادرة على تحديد الحالة المزاجية للفرد من خلال اللغة التي يستخدمها، والاستفادة من هذه المعلومات في الحملات الترويجية. تحلل أدوات الذكاء الاصطناعي الرسائل والمحادثات، وتتابع مراجعات العملاء، وتحدد طبيعة الإحساس الذي يعبر عنه الفرد. تفيد هذه التكنولوجيا إفادةً رئيسةً الشركات التي تعتمد على التواصل الصوتي مثل مراكز الاتصال السحابية، وشركات التسويق عبر الهاتف.
تُستخدَم أدوات الذكاء الاصطناعي أيضاً لمساعدة المسوقين في تحليل ردود فعل الزبائن تجاه الإعلانات، والمنتجات، والخدمات، واستخدام هذه المعلومات في تحسين الحملة الترويجية. يمكن تشجيع العميل المتردد على الشراء عن طريق تقديم عرض خاص على منتجاته المفضلة.
تُبرمَج أدوات الذكاء الاصطناعي على استخدام لغة طبيعية وتفاعلات إنسانية مصممة للتجاوب مع كلمات أو عبارات معيَّنة بطريقة محددة مسبقاً مثل تقديم المقترحات أو حل المشكلات. يمكن تفعيل ميزة طلب المنتجات مباشرةً من المحادثة.
يُذكَر من تطبيقات اللغة الطبيعية ما يلي:
- تحسين محركات البحث.
- روبوتات الدردشة والمساعد الافتراضي.
- التعرف إلى الكلام.
- الترجمة الآلية.
- التصحيح الآلي.
- تصنيف النص.
- استخلاص النص.
- تحليل المشاعر.
- تلخيص النصوص.
- تصنيف الأهداف.
- تقييم العجلة.
- تحريات السوق.
6. البحث المساعد
لقد أدى تطور برمجة اللغة الطبيعية إلى تحقيق التقدم في تكنولوجيا البحث المساعد الذي يوفر محركات توجه المستخدم خلال عملية البحث وتقدم له نتائج تناسب سلوكاته وميوله الشخصية، مما يرفع من احتمال الشراء.
يؤدي البحث الذكي دوراً بارزاً في هذا السياق، ويقدم مقترحات مخصصة ويكتشف الأخطاء الإملائية من خلال سياق الكلام.
تتيح تكنولوجيا التعرف إلى الصور والرؤية الآلية إمكانية التقاط صورة للمنتج الذي تريد شراءه وإدراجه ضمن محرك البحث، والحصول على نتائج مشابهة للغرض المطلوب. تساعد هذه التكنولوجيا العلامات التجارية في جمع المعلومات عن تجربة المستخدم مع المنتجات والخدمات.
الممارسات المثلى للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تخصيص إجراءات التسويق
في ما يلي، عاملَين يجب أن تأخذهما بعين الاعتبار للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تخصيص إجراءات التسويق:
1. اللمسة الإنسانية
يساعد الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة العمليات عن طريق معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة كبيرة وتحويلها إلى معلومات ونتائج واضحة. يقع على عاتق المستخدم بعد ذلك مهمة اختيار الطريقة المناسبة للاستفادة من المعلومات في تحسين الحملات الترويجية بناءً على خبراته التسويقية.
رغم أنَّ الآلات قابلة للتعلم، إلَّا أنها تحتاج لإنسان يوجهها ويطلب منها معلومات محددة. تؤدي روبوتات الدردشة وتكنولوجيا البحث المساعد دوراً بارزاً في تسريع وتيرة العمل، ولكن لا يجب أن تعتمد على الأتمتة كلياً لأنَّ العميل يقدِّر اللمسة الإنسانية.
2. الامتثال
يجب الالتزام بقواعد حماية البيانات وإعلام المستخدمين بالغرض من جمعها والأسباب التي تبرر أهميتها. يُقبِل المستهلك على مشاركة معلوماته الشخصية عندما يدرك دورها في الحصول على تجربة مخصصة لاحتياجاته.
في الختام
تبرز أهمية تخصيص الحملات التسويقية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي عندما يُتاح للمستهلك مجموعة من الخيارات. تساعد البيانات في تقديم محتوى ترويجي مخصص لاحتياجات المستخدمين، وتوقُّع سلوكاتهم المستقبلية، والحفاظ على تفاعلهم مع العلامة التجارية.
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تسهيل إجراءات التسويق وتوفير الوقت الضائع على عدد كبير من المهمّات اليدوية.