ما هي أهمية قصة العلامة التجارية؟ وكيفية إنشائها؟

يرى كل شخص سمة مميزة بك، ولكن ماذا لو أمكنك إظهار القيمة الفريدة التي تميزك لمعارفك من المهنيين أو أرباب العمل أو العملاء؟ عليك أن تُبرز القيمة المضافة التي تقدمها علامتك التجارية من خلال صياغة قصة العلامة التجارية الشخصية.
قصة العلامة التجارية الشخصية: فن السرد القصصي
يؤدي السرد القصصي دوراً بارزاً في زيادة تفاعل الزبائن والتواصل عاطفياً معهم؛ إذ أنشأت شخصيات وشركات شهيرة أمثال المغنية الأمريكية "بيونسيه" (Beyonce) وشركة "ديزني" (Disney) علاماتهم التجارية حول قصص أثرت في الناس، وترسَّخت في أذهانهم.
تُعد شركة "ديزني" من أنجح العلامات التجارية في العالم؛ إذ تبلغ قيمتها في السوق حوالي 200 مليار دولار. تحظى هذه العلامة التجارية بحبِّ المستهلكين من جميع الأعمار، وتجذب الناس من كافة أنحاء العالم، والسر في كل ذلك هو استخدامها للسرد القصصي؛ إذ يثير كل إعلان وكتاب تطلقه الشركة حنين الجمهور، ويذكِّرهم بأيام الطفولة، كما يخضع كل جانب وتفصيل في الأفلام التي تنتجها للتخطيط، والتفكير، والتحليل، ويُعد كل عنصر من عناصر متنزهات "ديزني" الترفيهية بعناية ليبرز قصتها، ويستقطب الجماهير من كل ثقافة وبلد.
تحظى القصص بشعبية كبيرة بين المسوقين لأنَّها أداة فعالة في التواصل البشري؛ إذ تجعلنا القصص نعيش تجارب معينة، وتثير فينا مشاعر مختلفة، وغالباً ما نتعاطف مع الشخصية الرئيسة. يحدث ذلك من خلال عملية "التزامن العصبي" (neural coupling) في الدماغ، إذ يعكس نشاط دماغ المستمِع نشاط دماغ المتحدث.
ينتج عن عملية الاقتران العصبي الإدراك والفهم والتوقع والتعاطف، حيث تؤدي هذه المشاعر إلى زيادة الثقة، وعليه تستطيع الشركات استخدام السرد القصصي في التواصل مع المستمعين أو القُرَّاء، وتعزيز ثقتهم بها.
كيفية إنشاء قصة العلامة التجارية الشخصية
يجب أن تكون قصة العلامة التجارية القوية مختلفة عن ما يُعرَف بحديث المصعد (elevator pitch): وهو حديث سريع يصف الشركة وما تقدمه؛ ذلك لأنَّ الهدف ليس بيع منتج أو خدمة، أو إقناع العملاء بالشراء، بل إضفاء طابع شخصي على القصة لإنشاء تواصل حقيقي مع الجمهور.
لا يجب أن تقتصر القصة على نقاط قوتك فقط، بل ينبغي أن تحكي عن الصعوبات، والفرح، والحزن، والنجاح، والفشل، والتطور، وغيرها من التجارب التي تبرز إنسانيتك وشخصيتك.
في ما يلي 3 مراحل للقصة المقنعة:
- مواجهة العقبات.
- العمل على التغلب عليها.
- تحقيق النجاح.
تجنَّب تعقيد قصة العلامة التجارية، حتى لا تضيع الرسالة بين التفاصيل الثانوية؛ واكتفِ بتقديم المعلومات الأساسية فقط لتوجيه القارئ.
- يجب أن تعطي قصة العلامة التجارية الجمهور فكرة عن هويتك الشخصية والمهنية.
- يجب أن توضح قصة العلامة التجارية رسالة مهمتك.
- يجب أن تؤثر قصة العلامة التجارية في الجمهور.
- يجب أن تترك قصة العلامة التجارية أثراً يحكي عنه الناس في أحاديثهم اليومية.
هذه نقاط أساسية يجب أن تتضمنها قصة العلامة التجارية؛ إذ ينبغي أن تحظى بما يكفي من الاهتمام، وتثير فضول الجمهور ليرغبوا في مقابلتك والعمل معك.
في الختام
تتطلب صياغة قصة العلامة التجارية الشخصية تفكيراً عميقاً لاكتشاف ما يهمك ويهم جمهورك؛ ولكنَّه عمل يؤتي ثماره على الأمد الطويل.