تعزيز التخصيص والإبداع في التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي

يعلم المسوّقون أنَّ الإبداع هو ما يجذب الجمهور ويسترعي انتباهه، ويدركون أنَّ التخصيص يوصل الرسالة المنشودة للجمهور المستهدف في الوقت المناسب لكسب العميل المحتمل وتحويله إلى زبون. تعتمد المؤسسات على الأفراد لإنتاج الحلول الإبداعية والاستراتيجية.
لكنَّ الإبداع والتخصيص لا يأتيان مصادفةً؛ إذ تواجه الشركات تحدياً كبيراً لمعرفة كيفية دمج هذه الأصول القيِّمة لتقديم حلول مبتكرة واسعة النطاق وذات صلة بالجمهور.
يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) والأتمتة اليوم على حل هذه المشكلة، مما يساعد المسوقين على تجاوز حدود التفاعلات اليدوية وتخصيص التسويق للعملاء. يعزز الذكاء الاصطناعي الإبداع والتخطيط الاستراتيجي، موسعاً عبقرية البشر لتصل إلى جماهير أوسع.
يستطيع المسوقون استخدام علوم البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لاستهداف مجموعات محددة من العملاء بناءً على معايير معيَّنة، مثل القيمة الدائمة للعميل، وتخصيص المحتوى لهؤلاء العملاء، من خلال توصيات منتجات ديناميكية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتهم في تحليل بياناتهم وتحديد التوقيت المناسب لإرسال الإعلانات، ومن يجب استهدافه، وما المحتوى الذي يجب تضمينه. يمكنهم فعل كل هذا على نطاق واسع من خلال استخدام الأتمتة.
يمكن للمؤسسات تعزيز تفاعل العملاء وولائهم بصورة أفضل مع هذه الإمكانات الجديدة، بالإضافة إلى تخصيص الرسائل إلى فئات المستهلكين التي ستحقق أقصى استفادة منها. يكون كل ذلك بينما تساعد الأتمتة الموظفين على التركيز على الإبداع والتخطيط الاستراتيجي بدلاً من المهام المرهقة التقليدية.
لذا يمكن أن يدفع الذكاء الاصطناعي والأتمتة لتحقيق نتائج أعمال أفضل ويمنحا المسوقين الذين يستخدمونهما ميزة تنافسية.
توظيف الأتمتة لرفع معدل فتح رسائل البريد الإلكتروني
تقدم منصة "جوب-ويل" (Jopwell) خدمات التقدم الوظيفي للطلاب والعاملين، ويعتمد نجاحها على ربط الباحثين عن الوظائف مع أرباب العمل المناسبين بناءً على قاعدة بياناتها الدقيقة من المرشحين والشركات.
تستخدم "جوب-ويل" علامات لتنظيم وتحويل مجموعات ضخمة من بيانات الجمهور إلى معلومات فورية، حتى تتمكن بعد ذلك من إرسال إعلاناتها المخصصة إلى شرائح تمتلك خصائص ديموغرافية أو سلوكية محددة. يستغرق هذا النوع من العمل وقتاً طويلاً في حال القيام به يدوياً، كما يشتت انتباه المسوقين عن الصورة الأكبر لفترة طويلة.
تطلق المنصة حملة بريد إلكتروني، ثم تستخدم أدوات التقارير لتحديد ما حقق النجاح وما يحتاج إلى تحسين في المرات القادمة. كما وسّعت المنصّة عملياتها لتحقيق الشفافية، بحيث يمكن للفِرَق جميعها في المؤسسة تبادل التقارير بسهولة، ورؤية بيانات التنبؤ الديموغرافية، ومعرفة أين يتفاعل مشتركوها، وحتى أنواع الأجهزة التي يستخدمونها.
يبلغ معدل فتح رسائل البريد الإلكتروني الإعلانية عامةً 21% في قطاع التوظيف، ولكنّه يرتفع إلى 30% تقريباً عندما تكون الرسائل الالكترونية مدعومة بالأتمتة.
التحدث بلغة العميل
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المسوقين في استخدام بيانات الأداء لتحسين نتائج رسائلهم قبل إطلاق حملات البريد الإلكتروني. يمكن للمنظمة توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من بيانات حملاتها الأكثر نجاحاً بسرعة، من أجل اقتراح تغييرات على المحتوى النصي، والصور، والتصميمات في رسائل البريد الإلكتروني المعلّقة.
يمكن اليوم لأداة الذكاء الاصطناعي المتطورة بسرعة، والمعروفة باسم نموذج "المحول المدرب مسبقاً" (GPT-3)، أن تقدم توصيات للمنظمة بشأن مواضيع البريد الإلكتروني أو العناوين الرئيسة. يساعد هذا النوع من الذكاء الاصطناعي الفعال المنظمة على التركيز على العمل القيِّم المتعلق باتخاذ القرارات المثلى وتطوير استراتيجيات الأعمال.
تُعَد "موفنج والدو" (MovingWaldo)، وهي خدمة ربط رقمية شاملة مقرها مونتريال، حلقة وصل بين شركات النقل المحترفة ومقدمي الخدمات الآخرين مع العملاء. يعني هذا أنَّ المنظمة تتفاعل باللغتين الفرنسية والإنجليزية مع 3 مجموعات من العملاء، وهي:
- مزودي الخدمات أي الجمهور في نموذج الأعمال بين الشركات (B2B).
- وكلاء العقارات الذين يحيلون عملاءهم إلى المنصة.
- الجمهور في نموذج الأعمال بين الشركات والعملاء (B2C) وهم الأشخاص الذين يقومون بالانتقال فعلياً.
ترسل الشركة ما يزيد عن 100 رسالة إلكترونية مخصصة شهرياً، وتعتمد على أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحقيق ذلك وتحديد شرائح الجمهور بسرعة استناداً إلى نقاط بيانات مثل التوقيت المتوقع لتاريخ الانتقال، وكيف تحركت الإحالة عبر شبكة مستخدميها، وحتى ما إذا كان العميل المحتمل أو الزبون قد زار موقعها الإلكتروني بالفرنسية أو الإنجليزية. تستخدم "موفنج والدو" اختبار الاختيارات (A/B) الأوتوماتيكي والقابل للتوسع لتحديد أفضل وقت لتقديم خدمات البائعين لجمهورها من المستهلكين.
تدمج الشركة الأتمتة التسويقية في عملياتها كي تتمكن من إنشاء رسائل بريد إلكتروني شخصية مدفوعة بالبيانات باستخدام رحلات العملاء المبنية مسبقاً للمساعدة في تحويل مزيدٍ من العملاء في اللحظات الحاسمة وعلى نطاق واسع.
إنّ السر في رسائل "موفنج والدو" هو دمج البيانات التي تساعدها على التواصل على نطاق واسع بطرائق تبدو شخصية لجمهورها. يمكن للذكاء الاصطناعي المتطوَّر أن يقدم مساعدةً حيويةً في ما يتعلق باللغة والأسلوب، فما قد ينفع مع عميل في مدينة تورونتو، قد لا يأتي بنفس النتائج مع عميل آخر في مونتريال، وتحتاج الشركة إلى الوصول إليهما معاً.
في الختام
تُغيِّر الأتمتة والذكاء الاصطناعي وجه السوق بالنسبة للمنظمات النامية، مما يحسن نتائج أعمالها بينما تتواصل برسائل فردية على نطاق واسع، وتساعد فرقها على التركيز على الإبداع. يمكن للشركات تعزيز إبداع العقول الحقيقية لدى موظفيها للوصول إلى أفكار، وابتكارات، وطموحات أكبر من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.