4 استراتيجيات لتحسين محركات البحث في المواقع المبرمجة
لا يُعدُّ تخطيط وتطبيق استراتيجيات لتحسين محركات البحث في المواقع التي تحتوي على مئات الملايين من الصفحات مَهمَّةً سهلة، ولكن ثمة استراتيجيات تعمل على تبسيط الأمور أكثر.
إنَّ الصفحات المُبرمَجة هي عبارة عن صفحات أُنشِئت تلقائياً على نطاق واسع جداً، وتُستخدم استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO) في هذه الصفحات لاستهداف أنواع متعددة من الكلمات المفتاحية عبر إنشاء صفحات هبوط بهذا الحجم تلقائياً.
تجد هذه الصفحات عادةً في المجالات المتخصصة الكبيرة، مثل: مواقع التجارة الإلكترونية ، والعقارات، والسفر، والمواقع الإعلامية؛ حيث تعتمد هذه المجالات على الصفحات المُبرمَجة لإعداد استراتيجية تحسين محركات البحث الخاصة بهم، ولديهم صفحة مخصصة لكل منتج وفئة.
يمكن أن تؤدي هذه الهيكلة إلى إنشاء مئات الملايين من الصفحات؛ فهي فعالة وعملية وسهلة الاستخدام، ولكنَّها لا تخلو من بعض التحديات في تحسين محركات البحث.
تنجح استراتيجية تحسين محركات البحث الشاملة التي سنتناول الحديث عنها في هذا المقال بشكل أفضل عند تصميمها لتُناسب موقعاً كبيراً يتضمن صفحات مُبرمَجة؛ إذ لن تقدِّم العديد من الاستراتيجيات، التي تنجح عادةً في المواقع التي تحتوي على مئات من الصفحات فقط، النتائج ذاتها بالضرورة في المواقع الأكبر؛ فالمواقع الصغيرة تعتمد على إنشاء المحتوى إنشاءً يدوياً ودقيقاً للغاية، مقارنةً بالصفحات المُبرمَجة المسؤولة عن تعزيز الزيارات في الموقع.
لذا، سنتناول في هذا المقال التحديات الأربعة الأساسية لتحسين محركات البحث التي ستواجهها حينما تتعامل مع الصفحات المبرمجة، ونساعدك في كيفية التغلب عليه:
1. البحث عن الكلمات المفتاحية ومعدِّلات الكلمات المفتاحية
يُعدُّ التخطيط المتقََن للبحث عن الكلمات المفتاحية أحد أكبر التحديات حينما تعمل على مجموعة كبيرة من الصفحات والكلمات المفتاحية؛ إذ إنَّه من الهام اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة، والعثور عليها لاستهدافها عبر جميع الصفحات.
يُنصَح بتقسيم صفحات الموقع إلى عدة قوالب قبل البدء في البحث، إذا كنت ترغب بالعمل بكفاءة وفاعلية؛ حيث يمكن أن تشمل بعض الأمثلة على هذه القوالب ما يلي:
- الفئات.
- الفئات الفرعية.
- صفحات المنتجات.
- الصفحات الثابتة.
- المدونات.
- صفحات المعلومات.
- قاعدة المعرفة/ التعلُّم.
بمجرد أن تضع جميع قوالب الصفحات في مكانها المناسب، عليك أن تُنشِئ مجموعات الكلمات المفتاحية ومعدِّلات الكلمات المفتاحية.
إنَّ معدِّلات الكلمات المفتاحية هي عبارة عن كلمات رئيسة إضافية تساعد في تطبيق استراتيجية طويلة الأمد، بمجرد دمجها مع المصطلحات الرئيسة والكلمات المفتاحية الأساسية، على سبيل المثال، يمكن أن تكون المعدِّلات الخاصة بمصطلح "أسهم أمازون" (amazon stock) متعلقةً بالحصة السوقية، أو الإحصاءات ، أو الرؤى، وغيرها.
تتضمن الصفحات المُبرمَجة عادةً معظم صفحات الموقع؛ وبالتالي، تُعدُّ أكثر الصفحات أهميةً في مواقع الويب الأكبر، من حيث الحجم وفرصة البحث؛ لذا عليك أن تحرص على استخدام معدِّلات الكلمات المفتاحية المناسبة ضمن محتوى كل قالب صفحة.
من المستحيل بالطبع مراجعة وتحسين كل صفحة على حدة، وتعديل جميع علامات تحسين محركات البحث يدوياً في موقع يتضمن من 30 إلى 100 مليون صفحة؛ وذلك لأنَّك لن تنتهي من ذلك أبداً؛ لذا من الضروري إجراء تغييرات على مجموعة من الصفحات والفئات فحسب؛ حيث عليك أن تُنشِئ مُعدِّلات الكلمات المفتاحية المناسبة، وتطبيقها على قوالب الصفحات المختلفة كي تتمكن من التعامل مع هذه المهمة الكبيرة بكفاءة.
يكمن الاختلاف الأساسي بين هذه الطريقة، والطريقة التقليدية في البحث عن الكلمات المفتاحية، في تركيزنا على معدِّلات الكلمات المفتاحية؛ حيث عليك أن تجد الكلمات المفتاحية المناسبة التي يمكن تطبيقها تطبيقاً متكرراً على جميع الصفحات المناسبة.
دعنا نُلقي نظرةً على حالة الاستخدام هذه على أحد مواقع الاستثمار في الأسهم في الجدول الآتي:
قالب الصفحة |
الموضوع |
معدِّل الكلمات المفتاحية 1 (وسم العنوان) |
معدِّل الكلمات المفتاحية 2 (وسم الشرح والوصف ) |
معدِّل الكلمات المفتاحية 3 (وسم العنوان 1) |
قالب الصفحة "A" |
صفحة أسهم أمازون |
التقييم |
القيمة السوقية |
اتجاه السوق |
الفئة "a" |
أفضل الشركات |
القوائم |
من هم المستثمِرون؟ |
ترتيب الموقع |
يوضِّح المثال أعلاه موقع ويب يستهدف المستخدمين/ المستثمرين بغية تقديم المعلومات، ويعتمد على الصفحات المُبرمَجة لتطبيق استراتيجية تحسين محركات البحث، لقد وجدنا معدِّل الكلمات المفتاحية من خلال إجراء بحث عن الكلمات المفتاحية وعن المنافسين، لقد بحثنا في العديد من مواقع الويب الرائدة والمناسبة، ولاحظنا أكثر مجموعات الكلمات المفتاحية شيوعاً، وبعد أن جمعنا مجموعات الكلمات المفتاحية، وجدنا حجم البحث الخاص بكل كلمة رئيسة لتحديد تلك الشائعة منها، والمناسبة للهدف أكثر.
وبعد أن تحصل على مُعدِّلات الكلمات المفتاحية، عليك تطبيقها على وسوم العناوين، والوصف، ووسوم العناوين الرئيسة، والمحتوى في قالب (أو قوالب) الصفحة التي توجد عليها المعدِّلات، وحتى عندما تطبِّق هذه الاستراتيجية على ملايين الصفحات، فإنَّ الحصول على مُعدِّل الكلمات المفتاحية المناسب يسهِّل عملية تحديث صفحاتك المُبرمَجة كثيراً، ويجعلها أكثر كفاءة.
إذا كان لديك قالب من الصفحات المرتبة حسب موضوع معين، فستتمكن من تحديث، وإجراء تغييرات على جميع الصفحات التي تتضمن هذا الموضوع، مثل موقع لمعلومات الأسهم الذي يتضمن نوعاً معيناً من صفحات الأسهم، أو فئةً تشمل الأسهم القائمة على السعر، أو الشركة.
سيؤثر تحديث واحد في جميع الصفحات الموجودة ضمن نفس الفئة؛ فإذا حدَّثت وسم عنوان تحسين محركات البحث (SEO) الخاصة بقالب صفحة الأسهم، فستُحدَّث جميع الصفحات الموجودة ضمن الفئة ذاتها أيضاً.
تهدف الكلمات المفتاحية في المثال أعلاه إلى تقديم المعلومات؛ حيث يركِّز الهدف من الكلمات المفتاحية على المطابقة بين أهداف البحث ومعدِّلات الكلمات المفتاحية، واستهداف أولئك الذين يرغبون بجمع الأفكار، ومزيد من المعلومات حول الأسهم أو الشركات، والقيمة السوقية، وتقييمات الخبراء، واتجاهات السوق، وما إلى ذلك؛ وفي هذه الحالة، يُنصَح بإدراج كلمات رئيسة إضافية تتضمن أسئلة مثل "كيف؟" و"ماذا؟" و"أي؟".
ومن الأمثلة الأخرى، تُعدُّ الكلمات المفتاحية للمعاملات، والتي تفيد مواقع التجارة الإلكترونية والتبادل التجاري القائم بين الشركات والمستهلكين (B2C)، فعالةً للغاية في التعامل مع عمليات البحث التي تهدف إلى الشراء؛ حيث يمكن أن تتضمن مصطلحات مثل: "شراء"، و"الحصول على"، و"تسوق".
2. إنشاء روابط داخلية
تُعدُّ خطط الربط الداخلي المعَدَّة بذكاء ضروريةً للمواقع الكبيرة؛ وذلك لأنَّها تتمتع بالقدرة على زيادة عدد الصفحات المفهرسة زيادةً كبيرة، ثم تمرير عوامل ترتيب محركات البحث بين الصفحات؛ فحينما تعمل على مواقع ضخمة، يجب أن تكون إحدى أولوياتك الرئيسة هي التأكد من أن يتمكن "غوغل" (Google) من اكتشاف صفحات موقعك وفهرستها.
إذاً، كيف يمكنك أن تبني ميزات الارتباط الداخلية هذه؟
إنَّ الهدف عموماً هو أن ترتبط الصفحة "أ" بالصفحة "ب" والصفحة "ج"، بينما ترتبط الصفحة "ب" بالصفحة "د" والصفحة "هـ"، إلخ، ومن الناحية المثالية، ستحصل كل صفحة على رابط واحد على الأقل من صفحة مفهرسة مختلفة على الموقع، ولكن تكمن الصعوبة بالنسبة للمواقع المُبرمَجة في ظهور صفحات جديدة يومياً.
بالإضافة إلى الصفحات الحالية، من الضروري إجراء الحساب والتخطيط حتى تتمكن من بدء الارتباط الداخلي للصفحات الجديدة؛ حيث يساعد هذا في اكتشاف هذه الصفحات بسرعة وفهرستها بالطريقة المناسبة، ومن الأمثلة على ربط الصفحات ببعضها داخليَّاً:
1. ميزة الصفحات ذات الصلة (Related pages) و"شاهد الآخرون أيضاً" (people also viewed)
إنَّ إحدى الاستراتيجيات التي تُسهِّل إنشاء الروابط هي إضافة ميزة "الصفحات ذات الصلة" (Related pages) إلى الموقع؛ فهي تمنح المستخدمين وعناكب البحث (crawlers) قيمةً مضافةً، وترتبط بالصفحات ذات الصلة على أساس من التقارب.
كما يمكنك الارتباط بمحتوى مشابه وفقاً للفئة، أو نوع المنتج، أو المحتوى، أو أي عناصر وصفية أخرى، وينبغي فرز المحتوى المشابه حسب الترتيب الرقمي أو الأبجدي.
2. خريطة موقع بصيغة "لغة ترميز النص الفائق" (HTML sitemap)
حتى المواقع الكبيرة تستخدم خرائط مواقع بصيغة "لغة ترميز النص الفائق" (HTML sitemap) لمساعدة عناكب البحث في العثور على صفحات جديدة؛ فهي فعالة للغاية حينما تعمل على مواقع كبيرة تحتوي على ملايين الصفحات.
دعنا نلقي نظرةً على هذا المثال من خريطة بصيغة "لغة ترميز النص الفائق" (HTML sitemap) الخاصة بموقع "تروليا" (Trulia)، والتي أُنشِئت حسب الترتيب الأبجدي، وبطريقة تضمن أن تحتوي جميع الصفحات على روابط، مما يساعدهم في توفير روابط لكل الصفحات التي يرغبون في فهرستها، عموماً؛ ترتِّب العديد من مواقع التجارة الإلكترونية والعقارات خرائط مواقعهم حسب الترتيب الأبجدي أو الفئوي كي لا تُهمَل أي صفحة.
3. مُعدَّل الزحف وقواعد إلغاء فهرسة الصفحات
تُعدُّ ميزانية الزحف مسألةً هامةً ينبغي أن تضعها مواقع الويب الكبيرة في الحسبان؛ فحينما يكون لديك الملايين من الصفحات المُبرمَجة، عليك أن تحرص على أنَّ محرك البحث "غوغل" (Google) يجد ويُفهرِس أكثر صفحاتك قيمةً باستمرار، وينبغي أن تستند قيمة صفحاتك إلى المحتوى، والإيرادات، وقيمة العمل، ورضا المستخدمين.
أولاً، اختر الصفحات التي لا يجب فهرستها:
- استخدم أداة التحليل المفضلة لديك لتكتشف الصفحات التي تحتوي على أقل مقاييس تفاعل (كوجود معدلات ارتداد عالية، ومتوسطات زمنية منخفضة على الموقع، وعدم وجود مشاهدات للصفحة، وغيرها).
- استخدم أدوات مشرفي محركات البحث (Search Console) لتكتشف الصفحات التي تتمتع بمرات ظهور عالية، ومعدلات نقر منخفضة.
- اجمع هذه الصفحات في قائمة واحدة.
- تأكَّد من وجود أي روابط واردة.
- حلِّل نسبة هذه الصفحات إلى الإيرادات والعملاء المحتملين.
- وبعد أن تحصل على جميع البيانات المناسبة، وتختار الصفحات التي ينبغي إزالتها من الفهرس، أضِف وسم "منع الفهرسة" (no-index) إليها جميعاً، وأزِلها من "خريطة لغة الترميز القابلة للامتداد " (Sitemap XML).
لنفترض أنَّك أجريت اختبار "منع الفهرسة" (no-index test) على أكثر من 20 مليون صفحة في موقع يحتوي على أكثر من 100 مليون صفحة وفقاً للقائمة أعلاه، وذلك بغية التحقق من تأثير إزالة عدد كبير من الصفحات على الموقع، صحيح أنَّك قد تفقد أكثر من نصف مليون من الزيارات على مدار الشهر، ولكن ستتحسن مقاييس التفاعل الإجمالية على الصفحات المُبرمَجة تحسُّناً كبيراً؛ فمن خلال إزالة الصفحات غير المناسبة، ستتيح المجال لروبوت غوغل (Google bot) لأن يكتشف الصفحات المناسبة والثمينة أكثر.
4. إجراء اختبار التقسيم على تحسين محركات البحث
احرص على اختبار كل شيء؛ حيث إنَّ الأمر الإيجابي الذي يميز العمل على مشروع كبير لتحسين محركات البحث هو أنَّه يمكنك الوصول إلى بيانات كبيرة، والاستفادة منها في سعيك لتحسين محركات البحث، وخلافاً لاختبار أ/ب العادي، الذي يختبر السلوك البشري، فإنَّ اختبار التقسيم مخصص لعناكب البحث فقط.
تعتمد عملية اختبار التقسيم عادةً على قوالب الصفحات ذاتها أو قوالب مشابهة، وذلك من خلال تقسيم الصفحة إلى مجموعتين أو ثلاث مجموعات؛ حيث تعمل مجموعة منهم كعنصر تحكم، بينما تكون المجموعات الأخرى مفعَّلة، اختبر المعايير التالية:
- إضافة البيانات المُنظَّمة.
- تغيير معدِّل الكلمات المفتاحية لوسوم تحسين محركات البحث (وسم العنوان، والوصف، ووسوم العناوين الرئيسة، إلخ).
- وسوم النص البديل للصورة.
- طول المحتوى.
- أداء الصفحة.
- الارتباط الداخلي.
أنصح فيما يتعلق بقياس الأداء، باستخدام اختبار واحد تلو الآخر؛ على سبيل المثال، يمكنك ضبط وسوم تحسين محركات البحث أولاً، ثم تتابع اختبار المجالات الأخرى بعد أن تكتسب بعض الثقة.
دعنا نأخذ موقع "إتسي" (Etsy) كمثال لتوضيح اختبار التقسيم؛ أراد الموقع اختبار وسم العنوان الذي يتلقى تصنيفاً أعلى، ويحقق معدل نقر أفضل، ويحسِّن عموماً حركة مرور البيانات مجاناً في الصفحات التي اختُبِرت.
كما تُظهر لوحة التحكم والقياس على موقع "بينترست" (Pinterest) كيف يعتمد فريق النمو على اختبار التقسيم لإعداد استراتيجية تحسين محركات البحث؛ حيث كان يهدف الموقع إلى إنشاء أداة اختبار من شأنها أن تساعدهم في قياس تأثير تغييرات تحسين محركات البحث في تصنيفاتهم، وفي حركة مرور البيانات مجاناً.
الخلاصة:
نظراً لأنَّ الصفحات المبرمجة تختلف عن معظم الصفحات الأخرى، فمن الضروري إنشاء هذه الصفحات وتحسينها بالطريقة المناسبة؛ حيث يتطلب ذلك إجراء عدة تعديلات على استراتيجية تحسين محركات البحث العادية، إلى جانب تطبيق استراتيجيات جديدة تمتلك حقوق ملكيتها، وتتمثل فائدة استخدام المنهج الموضَّح أعلاه في الدرجة الكبيرة التي يمكنك من خلالها المساهمة في تطوير شركتك.
من المفترض أن تتلاءم عمليات البحث عن الصفحات المبرمجة مع طلبات البحث، سواء كان ذلك عبر البحث عن المنتج، أم العنوان، أم المعلومات؛ ولذا عليك أن تحرص على أن يكون المحتوى مميزاً قدر الإمكان، وأن يحصل المستخدم على أفضل إجابة عن كل طلب بحث.
بمجرد أن تدرك الاستراتيجيات الأربع المذكورة أعلاه، ستتمكن من تطبيقها على استراتيجية تحسين محركات البحث، وتحقق نتائج أفضل في صفحاتك المبرمجة.