ما هي تطبيقات توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى والمخاطر التابعة لها؟

تواجه الشركات صعوبة في تسريع وتيرة إنتاج المحتوى ونشره على المنصات والمواقع المختلفة بسبب الحاجة إلى تخصيص مقدار كبير من الوقت والموارد لإنتاج هذا الكم الهائل من المحتوى المطلوب، فمن هذا المنطلق، يصبح دمج الذكاء الاصطناعي في مسار عملكم لإنشاء المحتوى ضرورةً ملحة، ولكن قبل الانطلاق بحماس لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المفضلة لديكم، وإليكم جملة من التطبيقات والمخاطر عند توظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى
فيما يأتي 5 تطبيقات أساسية للذكاء الاصطناعي في مجال إنشاء المحتوى:
1. توليد الأفكار والعصف الذهني
يواجه عددٌ من صنَّاع المحتوى والمسوقين والكتَّاب صعوبة في توليد الأفكار أو يشعرون بالإرهاق الإبداعي، ولكن أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للتغلب على هذه التحديات؛ إذ يقدِّم الذكاء الاصطناعي أفكاراً أولية تلهم صانع المحتوى، وتساعده على إعداد حملة تسويقية إبداعية.
مثال للأمر الذي يمكن أن تعطيه للذكاء الاصطناعي: "أنشئ 10 أفكار فريدة لمنشورات مدوَّنة حول التسويق المستدام لشركة ناشئة في قطاع التكنولوجيا، وركِّز على المنهجيات المبتكرة التي تبرز المسؤولية البيئية."
2. ملخصات المحتوى والمخططات التفصيلية
تقدِّم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أدوات لتلخيص المحتوى، وهي عملية ضرورية ومفيدة ولكنَّها تتطلب وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً عند إجرائها يدوياً؛ لذا يوفَّر وقتاً ثميناً يُخصَّص للجانب الإبداعي والممتع في عملية الإنتاج، مع ضمان البقاء ضمن نطاق الموضوع المحدد، باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل الأفكار والأبحاث الإضافية إلى ملخصات موجزة.
مثال للأمر الذي يمكن أن تعطيه للذكاء الاصطناعي: "أنشئ مخططاً تفصيلياً لمقال مطوَّل يتناول موضوع التحول الرقمي في الرعاية الصحية، بما في ذلك الموضوعات الفرعية الرئيسة، واقتراحات متنوعة لعبارات "دعوة إلى اتخاذ إجراء" (CTA)، وهيكلاً مقترحاً يوازن بين المعلومات التقنية والقضايا الإنسانية."
3. توليد المسودة الأولية
تُنشِئ أدوات الذكاء الاصطناعي مسودة أولية عند فتور في الإبداع والحاجة إلى نقطة انطلاق، ومع ذلك، يظل للمسودة الأولية البشرية والعفوية قيمتها.
ينتج الذكاء الاصطناعي مسودات تشمل تنسيقات متنوعة من المحتوى، مثل منشورات المدوَّنات، ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، ويمثل هذا النهج وسيلة سريعة للحصول على أساس أو هيكل للمحتوى، جاهزاً للتنقيح والتخصيص البشري.
مثال للأمر الذي يمكن أن تعطيه للذكاء الاصطناعي: "اكتب مسودة أولية لمنشور مدوَّنة مكوَّن من 800 كلمة حول تقنيات التسويق الناشئة، وحافِظْ على نبرة حوارية وإضافة 3 أمثلة مخصصة بالقطاع على الأقل."
4. تحسين المحتوى
يحتاج المحتوى أحياناً إلى بعض التنقيحات لزيادة سلاسة القراءة وتفاعل الجمهور، سواء كان الهدف تحسين محركات البحث (SEO)، أم تصنيف الجمهور، أم مجرد إضافة لمسة جمالية.
تصقل أدوات الذكاء الاصطناعي رسائلكم، وتعدل النبرة، وتضمن تجاوب شرائح مختلفة من الجمهور مع المحتوى.
مثال للأمر الذي يمكن أن تعطيه للذكاء الاصطناعي: "اكتب مسودة منشور المدوَّنة هذا لاستهداف مديري التسويق من المستوى المتوسط، وبسِّط اللغة التقنية، وأضِفْ معايير القطاع ذات الصلة واستراتيجيات التنفيذ العملية."
5. تحليل كميات ضخمة من البيانات
يمكن تحقيق أقصى استفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في معالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات، مما يوفر الوقت والجهد العقلي، فيمكن إدخال بيانات الكلمات الرئيسة المستهدفة من أدوات متخصصة، مثل "سيمرش" (Semrush) لإنشاء محتوى مخصص وغني بالمعلومات في وقت قصير.
المبدأ الأساسي هو أنَّ جودة مخرجات الذكاء الاصطناعي، تعتمد مباشرة على جودة المدخلات المُقدَّمة.
مثال للأمر الذي يمكن أن تعطيه للذكاء الاصطناعي: "حلِّل بيانات حركة مرور موقعنا على الويب ومقاييس تفاعل وسائل التواصل الاجتماعي هذه لمدة 6 أشهر، ثم ولِّد رؤى حول موضوعات المحتوى وتنسيقاته التي تجذب معظم العملاء المحتملين المؤهلين للشراء."
تنبيهات حول مواطن قصور الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى
فيما يأتي 3 مخاطر يمكن أن تنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى:
1. قضايا السرقة الأدبية والأصالة
الخطر
يحصل الذكاء الاصطناعي على معلوماته من مصادر معيَّنة بالطبع، وغالباً ما تكون هذه المصادر محتوى موجوداً بالفعل على شبكة الإنترنت، وهذا يعني أنَّ المحتوى الذي يُنشَئ بواسطة الذكاء الاصطناعي قد لا يكون المميَّز في أحسن الأحوال، وغالباً ما يُنتج محتوى نمطي عام لا يبرز المواصفات الفردية للعلامة التجارية.
الحل
يوجد عدة طرائق للكشف عن محتوى الذكاء الاصطناعي، ولكنَّ الطريقة الأساسية لتجنب السرقة الأدبية، والتقليد، والمحتوى الممل، هي تخصيص بعض الوقت لإضافة منظور علامتكم التجارية الفريد وبصمة المؤلف الشخصية؛ لذا تأكدوا من وجود عناصر بشرية حقيقية في مسار عمل إنتاج المحتوى المخصص بكم.
2. الافتقار للدقة الواقعية والتحليل المتعمق
الخطر
هناك ما يُعرف بـ "هلوسات الذكاء الاصطناعي"، وهي ظاهرة حقيقية، وغالباً ما تكون إشكالية؛ إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم معلومات غير دقيقة بثقة من خلال التبسيط المفرط أو حتى مجرد نقص في الفهم، خصيصاً عند الاستمرار في توجيه مزيد من الأوامر في المحادثة نفسها.
الحل
أدرجوا مهمة إلزامية للتحقق من المعلومات إذا كنتم تستخدمون الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى، واستفيدوا إلى أقصى حد من خبراء المادة إن كانوا متاحين لديكم للتحقق من المعلومات والتأكد من مصداقيتها.
3. تدني مستوى الذكاء العاطفي
الخطر
لا يميز الذكاء الاصطناعي المشاعر الإنسانية، والفروقات الثقافية، وهو يفتقر لخاصية التعاطف اللازمة لإنتاج محتوى يؤثر في القارئ من خلال السرد القصصي المُقنِع، وبناء علامة تجارية موثوقة، وزيادة معدلات تفاعل الجمهور.
الحل
يكمن الحل ببساطة في التدخل البشري، وتجنُّب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كتابة القصص المؤثرة.
ملخص أفضل ممارسات استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى
- التعاون والتطور: طوِّروا مسار عمل تعاونياً لإنتاج المحتوى يجمع بين القدرات البشرية والذكاء الاصطناعي.
- توحيد الفريق: ضعوا إرشادات واضحة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال سلسلة إمداد المحتوى بأكملها.
- أتمتة المهام التي تستغرق وقتاً طويلاً: وفروا وقتاً لكم لتكونوا أكثر إبداعاً في محتواكم.
في الختام
يبدو إنتاج مزيدٍ من المحتوى بوتيرة أسرع أمراً جذاباً للوهلة الأولى، ولكن يظل التدخل البشري ضرورياً لضمان تميز المحتوى واكتسابه لاهتمام الجمهور المستهدف.
يتطلب إنشاء محتوى فريد يحمل بصمة العلامة التجارية ويتمتع بجاذبية مخصصة شراكة مثالية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، بالرغم من كون المحتوى المعاد تدويره أو السطحي مفيداً في عمليات البحث السريعة عن المعلومات أو في توفير مسودات أولية؛ لذا وظفوا الذكاء الاصطناعي لتحفيز إبداعكم، وإنجاز المهام الروتينية، مثل إعداد ملخصات المحتوى، وإنهاء المسودات الأولية، مما يوفر لكم الوقت للتركيز على الجوانب الإبداعية الحقيقية في محتواكم.