6 معلومات ضرورية للقادة في العام المقبل
تزايدَ الطلب على الحلول القيادية والتنظيمية نتيجة التغييرات التي طرأت على القوى العاملة وتوجهات السوق، كما قيَّمَت المؤسسات أساليبها ومنهجيات عملها بسبب مجموعة من العوامل، مثل تقدُّم القوى العاملة في العمر، وتسارع التطور التكنولوجي، وأهداف النمو والتحول، والحاجة إلى اتخاذ قرارات توظيف دقيقة.
تركز الشركات نتيجة هذه التغيرات على 4 محاور رئيسة: تصميم الهياكل التنظيمية، وتقييم القيادات التنفيذية، والكوتشينغ التنفيذي، والتخطيط للتعاقب الوظيفي.
دفعَت هذه الاتجاهات القادة إلى تبسيط الهياكل الإدارية، واعتماد أدوات تقييم التوافق الوظيفي، والاستثمار في برامج كوتشينغ تحتفظ بالكفاءات، وتضع خطط تعاقب وظيفي شاملة. لا يقتصر أثر هذا النهج على دعم النمو والتحول فحسب؛ بل هو يمكِّن المؤسسات من الانتقال من موجة التوظيف التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" إلى استراتيجية أكثر استقراراً واستدامة في إدارة المواهب. تضمن هذه الحلول نجاح المؤسسات في المستقبل من خلال التكيف مع تحولات القطاع أو الاستعداد لسيناريوهات تغيُّر الملكية.
يتناول المقال آراء خبراء الاستشارات القيادية وإجاباتهم عن السؤالين التاليين:
- استناداً إلى خبرتكم الاستشارية مع القادة في العام الفائت، ما أبرز المعلومات التي ينبغي أن يعرفها قادة الأعمال؟
- ما النصيحة التي تُبقي القادة والمؤسسات في الصدارة في العام الجاري؟
معلومات هامة يجب على القادة معرفتها
فيما يأتي 6 معلومات ضرورية للقادة في العام المقبل:
1. ضرورة توافق العمليات مع أهداف النمو
"توافق العمليات التجارية مع الأهداف العامة والوظيفية ضروري لتحديد البنية التنظيمية المناسبة ومسارات العمل الفعالة. مثلاً: عملتُ مع شركة متخصصة في البنية التحتية الرياضية لصياغة أهدافها على الأمد القريب، والمتوسط، والبعيد. كشفَ هذا الإجراء عن ثغرات هيكلية، أنشَئَت وحدة جديدة تحوَّل فيها قسم وسائل التواصل الاجتماعي إلى مركز رئيس للبحث، وإدارة المعرفة، والتحليلات، والتسويق، وخدمة العملاء. استقطب هذا التحول مزيداً من العملاء المحتملين وتجاوز أهداف المبيعات، وقد أكد الرئيس التنفيذي أنَّ هذا النهج، عزز التركيز الاستراتيجي وفعالية التنفيذ ضمن الفريق" - "نينا تشاتراث" (Nina Chatrath) (شريكة)
غالباً ما تفتح وجهات النظر الخارجية آفاقاً للنمو من خلال تقديم أفكار وحلول مبتكرة، فتقييم العمليات من زوايا مختلفة يقود إلى هياكل واستراتيجيات مبتكرة، ويدعم القادة في تبنِّي تقنيات وممارسات متطورة تعزز نمو المؤسسة. كما يشجع هذا النهج على تبنِّي عقلية استباقية تمكِّن المؤسسات من توقُّع تغيرات السوق والبقاء في موقع متقدم على المنافسين.

2. يحقق التطوير بقيادة الرئيس التنفيذي نتائج ملحوظة
"تحقق مبادرات تطوير القيادة نتائج ملحوظة عندما يقودها الرؤساء التنفيذيون بأنفسهم، فحين يمنح الرئيس التنفيذي الأولوية للاستثمار في فِرَق العمل، يزداد مستوى الإنتاجية زيادة ملحوظة، وقد تجلى ذلك لدى أحد عملائي حين طبَّق برنامجاً متكاملاً شملَ المديرين التابعين له، وجمعَ بين التقييمات، والكوتشينغ، وبرامج تطوير القيادة، وبفضل توحيد الرسائل، وتخصيص كوتش لكل قائد، حقَّق الفريق قفزات ملحوظة في الأداء، وأفاد الرئيس التنفيذي أنَّ الأداء القيادي، تحسَّن بنسبة 90%، مشيراً إلى أنَّ الفريق أصبح أكثر استقلالية وكفاءة في حل المشكلات". - "كريستين غريب" (Christine Greybe) (رئيسة، استشارات القيادة)
يقع على عاتق القادة مسؤولية توفير بيئات عمل تقدِّر التنوع في وجهات النظر، وتتبنى المرونة، وتدعم عافية الموظفين، ومن الضروري أيضاً إعطاء الأولوية للرشاقة المؤسسية، وتشجيع التعلم المستمر، ودمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بفاعلية. ينبغي على القادة ممارسة التواصل بشفافية وصدق، والتقرب من الموظفين لترسيخ ثقافة عمل بنَّاءة.
3. التقييم الموضوعي ضروري لاختيار القادة في صفقات الاندماج والاستحواذ
"يجب أن تشمل عمليات الاندماج والاستحواذ تقييمات موضوعية يجريها طرف ثالث، فقد لاحظنا زيادة الطلب على التقييمات التكميلية، وحصلَ العملاء على معلومات أدق حول المرشحين النهائيين لضمان موافقتهم على الأهداف الموضوعة. أجريينا في حالة اندماج متكافئ تقييماً موضوعياً لتحديد الفريق القيادي الأمثل للكيان الموحد، وقد قيَّمنا نقاط القوة والضعف لدى كل قائد لاتخاذ قرارات الاحتفاظ والتسريح، وقد وفَّر هذا الأسلوب المحايد الشفافية، وقلل تأثير السياسة الداخلية، مما منحَ المشاركين ثقة في إنصاف النتائج" - "جاستن مينكس" (Justin Menkes)، دكتوراه (شريك)
تشمل استراتيجيات إدارة المواهب تحديد الموظفين المميزين، وتقديم تغذية راجعة تطويرية مخصصة، ودعم نموهم، وتوجيه مهاراتهم بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية. تساعد التغذية الراجعة المخصَّصة على إجراء التحسينات اللازمة، وترسيخ ثقافة التطوير والتميز المؤسسي المستمر.
4. ضرورة تعزيز مشاركة مدير الموارد البشرية في تقييم مجلس الإدارة
"يعزز مديرو الموارد البشرية التنفيذيون مشاركتهم في تقييمات مجالس الإدارة لتحسين فاعليتها، ففي تقييمٍ حديثٍ لمجلس إدارة إحدى شركات البنوك الاستثمارية، كان مدير الموارد البشرية شريكاً في العملية منذ البداية، وقد وحَّدَ تقييمنا ثقافة المجلس، وأدارَ مخاطر التعاقب الوظيفي، وعزَّز الشراكة بين المجلس والرئيس التنفيذي. أُجرِي بعد التقييم اجتماع لتوضيح مسؤوليات الأعضاء وأنماط القيادة، مما منح المشاركين رؤية واضحة لأولوياتهم ونهجاً أفضل للتعاون في العام الجاري" - "ديفيد مورغنبيسر" (David Morgenbesser) (شريك)
يجب أن تتعاون مجالس الإدارة مع مديري الموارد البشرية والرؤساء التنفيذيين لتحديد مواقع المواهب القيادية داخل المؤسسات، وتقييم قدرات القادة وجاهزيتهم من خلال برامج التطوير المخصصة للارتقاء إلى المناصب العليا، ومع تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية وانتشار بيئات العمل الهجينة، فإنَّ غياب هذه الصورة الشاملة لجاهزية القادة، قد يضع المؤسسات في موقف تنافسي ضعيف. يحافظ القادة في القطاع على تقدمهم من خلال تطبيق التقييمات المنهجية والمفصلة، وتتراجع الشركات التي تهمل هذه الإجراءات.
5. ضرورة توافق استراتيجية المواهب مع أهداف الأعمال
"يدرك الرؤساء التنفيذيون ومديرو الموارد البشرية المميزون أنَّ استراتيجية الأعمال التجارية، يجب أن توجه سياسات إدارة المواهب، لكي تتلقى الدعم المباشر واللازم لتحقيق أهداف المؤسسة. يقدِّر الرؤساء التنفيذيون الدور الاستراتيجي الذي تؤديه الموارد البشرية، ويعدُّون كواردهم البشرية أصلاً مماثلاً للأصول المالية في الميزانية. أبرزَ مشروع حديث لتصميم الهيكل التنظيمي لدى أحد عملائي، وهو مصنع غذائي كبير هذا النهج بوضوح، فقد دمجت الرئيسة التنفيذية أهداف أعمالها مع الاستثمار في المواهب، وهيكلَت الأقسام الحيوية لتحقيق الأهداف المالية القصيرة الأجل خلال أول 6 أشهر من توليها المنصب" - "ديفيد شيهان" (David Sheahan) (شريك)
كان من المتوقع أن يشهد عام 2025 ارتفاعاً في النشاط الاقتصادي وعمليات التوظيف، خصيصاً في أمريكا الشمالية خلال النصف الأول من العام، وستظل العوامل الجيوسياسية غير مستقرة، مما يؤثر في المناطق الجغرافية، وقطاعات العمل، والشركات تأثيراً مختلفاً. يُجري على القادة للحفاظ على المرونة تقييمات دورية للتوازن بين "الشراء" (التوظيف الخارجي) و"البناء" (التطوير الداخلي) للمواهب، بالإضافة إلى التكيُّف مع استراتيجيات أعمالهم وتقلبات السوق.

6. فاعلية الكوتشينغ التنفيذي في تعزيز النمو الشخصي والتنظيمي
"يُعَد الكوتشينغ التنفيذي وسيلة فعالة من جهة التكلفة لتطوير القادة في أدوارهم الحالية وعند ترقيهم لمناصب جديدة. ساعدتُ من خلال برنامج كوتشينغ استمر لمدة 6 أشهر قائداً عالمياً على تنمية ثقته بنفسه بعد حصوله على ترقية في عمله، وتعزيز حضوره التنفيذي أمام مجلس الإدارة والفريق، والانتقال من مساهم فردي إلى قائد فريق فعال. بنى هذا الدعم علاقات مثمرة ومبنية على الثقة المتبادلة مع فريق الإدارة، مما يبرز فوائد الكوتشينغ للنمو الشخصي وفاعلية المؤسسة" - "ماريان وانكا-تيبو" (Maryanne Wanca-Thibault)، دكتوراه (شريكة)
يجب أن توفق استراتيجية المؤسسة بين أهداف العام المقبل وبرامج تطوير المواهب الحالية لكي تحقق نتائج فعلية، فالاستثمار في الموظفين، وبما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية ضروري لدفع المؤسسة للأمام. يحسن هذا النهج أداء الأفراد والمؤسسة، ويضع أساساً قوياً للنجاح في السنوات المقبلة.
في الختام
سيكون التركيز على استراتيجيات تطوير القيادة والتنظيم مع استعداد المؤسسات لمواجهة تحديات وفرص العام المقبل أمراً ضرورياً، فالاستثمار في القادة الحاليين والمستقبليين والتكيف مع الواقع الجديد يحسِّن الأداء الفردي ويعزز مرونة المؤسسة.