4 مهارات أساسية للعاملين في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
توجد حكمة شعبية تقول: "اعمل في مجال تحبه ولن تعمل يوماً في حياتك". بالنسبة إلى الموظفين اليافعين والطموحين، قد يبدو الحصول على وظيفة في مجال إدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للشركات، والحصول على المال مقابل النشر على الشبكات الاجتماعية التي يستعملونها بالفعل، بمنزلة حلم.
في الواقع، يمكن أن يكون العمل في مجال وسائل التواصل الاجتماعي ممتعاً للغاية، لكنَّه يختلف تماماً عن تصفح حساباتك الشخصية؛ إذ إنَّه يعني البقاء على اطلاع على أحدث التوجهات السائدة، والتحقق بانتظام من الوسوم (الهاشتاغات) الرائجة، وإنشاء الـ "ميمز" والمحتوى الملائم الذي يتعلق بها، والتفاعل بانتظام مع الناس والعلامات التجارية الأخرى، والأهم من ذلك، يتعلق الأمر بتحديد مؤشرات الأداء والمحتوى والحسابات التي ستدعم جهودك في بناء مجتمع حول علامتك التجارية.
إذا كنت تفعل كل هذه الأشياء يومياً، فذلك ممتاز؛ ولكن ما تزال هناك مهام أخرى يجب عليك إنجازها عند النشر نيابة عن علامتك التجارية. فيما يأتي 4 مهارات أساسية بالنسبة إلى الذين يرغبون في العمل في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي للشركات.
1. تطوير شخصية العلامة التجارية والحفاظ عليها
اطلع على صفحات بعض العلامات التجارية التي تتابعها بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، وابدأ بمتابعة بعضها إن كنت لا تتابع أيَّاً منها بعد، وتصفح منشوراتهم ولاحظ نوع المنشورات التي ينشرونها وصياغتها.
تُعَدُّ بعض العلامات التجارية نشطةً أكثر من غيرها؛ إذ ينشر بعضها عن منتجاتهم فحسب، بينما ينشر آخرون عن التطورات في مجالات تخصصهم؛ لذا انتبه ما إذا كانوا يتفاعلون مع الأشخاص والعلامات التجارية الأخرى، أم أنَّهم يكتفون بالحديث عن أنفسهم.
كل علامة تجارية لها شخصيتها، تماماً مثل أيِّ شخص؛ لذا بصفتك مسؤولاً عن إدارة العلاقة مع الجمهور، سيكون تكوين شخصية العلامة التجارية جزءاً من مهامك، والجزء الآخر هو استمرارية النشر. لفعل ذلك، استفد من أدوات التسويق الحالية، مثل رسائل البريد الإلكتروني والنشرات الإخبارية والمدونات، للمساعدة على تحديد شخصية علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي.
2. الاعتناء بالجمهور
نريد جميعنا التواصل مع الزبائن الحاليين وبناء علاقات جديدة معهم، ولكن يمكن أن تعوق استراتيجيتك على وسائل التواصل الاجتماعي جهودك.
عندما تنشر العلامات التجارية معلومات عن المنتج تحديداً أو إعلانات عن الشركة فحسب، فإنَّها تُفوِّت فرصة تكوين علاقات محتملة؛ على سبيل المثال، تذكَّر آخر مرة شاهدت فيها التلفاز، حينها كنت مهتماً بالبرنامج أكثر من الإعلانات التجارية حتماً. وبالمثل، على وسائل التواصل الاجتماعي، تُعَدُّ أخبار الشركة والمنتجات إعلانات تجارية؛ لذا عوضاً عن الاكتفاء بها ركِّز على تقديم المزيد من التفاعل.
للقيام بذلك، خذ زبائنك وما يهتمون به في الحسبان، واسأل نفسك ما الذي قد يتفاعلون معه؟ وكيف يمكن أن تقدم نفسك كمورد موثوق به من دون أن تبدو مملاً؟ سيتطلب الأمر إجراء بعض الأبحاث والتجريب للعثور على الصيغة الصحيحة، لكنَّ الأمر يستحق العناء في النهاية.
3. البقاء هادئاً خلال الأزمات
بغضِّ النظر عن المجال الذي تعمل فيه، فإنَّ الأزمات خطر محدق دائماً؛ على سبيل المثال، قد تواجه العلامات التجارية للمطاعم مشكلات في جودة الطعام والخدمة، وقد يضطر تجار التجزئة إلى الرد على زبائن يشتكون من المنتجات المعيبة، ويطالبون باسترداد أموالهم، لتعيش المؤسسات العامة تحت رحمة عناوين الأخبار.
وفي حين أنَّ الأزمات لا تحدث كل يوم، لكن يجب أن يكون المسؤولون عن إدارة العلاقة مع الجمهور مستعدين للاستجابة للمشكلات عند وقوعها؛ إذ إنَّ من أسوأ الأشياء التي يمكن لمدير العلامة التجارية فعلها، هي الرد بأسلوب سلبي على النقد، لكن من ناحية أخرى، سيكون تجاهل المشكلة تماماً خطأ كبيراً هو الآخر.
عندما تقع مشكلة ما، يجب على مديري وسائل التواصل الاجتماعي أن يتمهلوا ويتأنوا، ثم يصيغوا رداً هادئاً ومتزناً وسريعاً إلى حد ما؛ وذلك ليس بالأمر السهل، لكنَّه ضروري لنجاح التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
4. معرفة متى يجب مشاركة الحالات مع أشخاص آخرين
بينما يحتاج مديرو وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعلُّم كيفية التعامل مع السلبية بأنفسهم، قد توجد أوقات يجب فيها تصعيد المواقف؛ على سبيل المثال، إذا طرح زبون أو عميل محتمل سؤالاً متعلقاً بالمنتج ولا تعرف إجابته، فمن الأفضل أن تتحدث مع شخص يعرفه، وإذا كانت هناك مشكلة في الجودة، فيجب عليك تنبيه الفريق القادر على معالجة هذه المشكلة على أفضل وجه.
يجب عليك ألَّا تكتفي بالرد على من يعاني من المشكلات فحسب؛ بل عليك أن تسعى إلى حلها أيضاً؛ وهذا يعني غالباً، العمل مع فِرق مختلفة داخل الشركة للتأكد من أنَّ الجميع متفاهمون ومتفقون.
كيفية الحصول على وظيفة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي
إذا كنت ما تزال عازماً على بناء مستقبلك المهني في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب أن تعلم أنَّه كما هو الحال مع معظم الوظائف، من الصعب الحصول على منصب أحلامك على الفور، وأنَّه يجب عليك أن تبدأ بخطواتٍ صغيرة، واكتساب المهارات، والتقدم تدريجياً.
يُعَدُّ التدريب الداخلي طريقة رائعة للتعلم والحصول على التغذية الراجعة وتقوية سيرتك الذاتية. وإذا كنت ما تزال على مقاعد الدراسة، فهذه هي الفرصة المثالية لاكتساب خبرة حقيقية تؤهلك للحصول على شهادةٍ في الاختصاص.
بالنسبة إلى الأشخاص الذين تخرجوا بالفعل، أو الذين يتطلعون إلى دخول مجال جديد، قد تجد النجاح في العمل مع الشركات والمجموعات الأصغر ابتداءً، وسيساعدك امتلاك خبرة سابقة في الكتابة أو الاتصالات أو التسويق أو غير ذلك من المجالات المماثلة، ليكون أساساً لحياتك المهنية على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي النهاية، أفضل طريقة للتعلم هي التطبيق؛ وهذا قد يعني التطوع لبعض الوقت حتى تجد دوراً مناسباً لك في إدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للعلامات التجارية.
بناء مستقبل مهني في وسائل التواصل الاجتماعي للشركات
تختلف إدارة وسائل التواصل الاجتماعي للشركات الكبيرة كثيراً عن العمل مع الشركات الصغيرة والمتوسطة أو غيرها، فكل شيء يحصل على نطاق أوسع، بدءاً من مطالب الإنتاج إلى زيادة المتابعين.
يعني احتراف إدارة وسائل التواصل الاجتماعي للشركات العمل مع الأشخاص في جميع أنحاء الشركة لتحقيق هدف نهائي يتمثل في مساعدة الناس؛ إذ يكون الأمر ممتعاً في بعض الأحيان ومخيفاً في أحيان أخرى، ولكنَّه هام للغاية بالنسبة إلى نتائج التسويق التي تسعى العلامة التجارية إلى إحرازها في النهاية.