9 تنبؤات للمسوقين عبر وسائل التواصل الاجتماعي
خلال العام الماضي زاد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في التوجهات السائدة والصناعات والأسواق، ومع تعاظم تأثيرها طوَّر مديرو وسائل التواصل الاجتماعي أدوارهم بطرائق جديدة ومُبتكرة، والآن تدرك الشركات أنَّ الدور لا يقتصر على إنشاء ونشر المحتوى؛ بل ينطوي على إنشاء ثقافة الإنترنت.
تتطلب إدارة حسابات العلامة التجارية عملاً شاقاً وقدرة تحمُّل كبيرة وإبداعاً لا نهاية له، ناهيك عن بُعد النظر، ويُعَدُّ فهم التوجهات السائدة التي ستنجح مع جمهورك وتناسب علامتك التجارية وسيوافق عليها فريقك القانوني فناً وعلماً، وفي بعض الأيام قد تشعُر أنَّك تحتاج إلى الاطِّلاع على المستقبل.
إليك 9 توقعات من مديري وسائل التواصل الاجتماعي بشأن ما يخبِّئه المستقبل للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
1. الحاجة إلى خبرة في وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق عالي المستوى:
أصبح مجال وسائل التواصل الاجتماعي أكثر تعقيداً مع توسُّعه، ووفقاً لمديرة الاستراتيجية الرقمية "سارة تشابمان" (Sarah Chapman) في شركة "كيرسورس" (CareSource) فإنَّ مواكبة هذه التغييرات قد هيَّأت مديري وسائل التواصل الاجتماعي لتولي مناصب قيادية عُليا.
تقول تشابمان: "سنرى المزيد من المناصب رفيعة المستوى داخل الشركات يشغلها بشكل واضح أفراد لديهم خبرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد أنَّ الخبرة الاجتماعية أصبحت أخيراً تُعَدُّ كفاءة بعد جائحة كوفيد، وبدأنا نرى مناصب قيادية من داخل المؤسسات تؤكد ذلك".
طوال العام الماضي كان على مديري وسائل التواصل الاجتماعي تحليل التوجهات السائدة في اللحظة لتواكبها العلامة التجارية؛ مما سمح بكسر دوائر التسويق المغلقة وساعدهم على الانضمام إلى المحادثات على مستوى شركاتهم، ومع استمرار تطوُّر الدور، يوجد احتمال أن يأتي الجيل القادم من مديري التسويق من فرق وسائل التواصل الاجتماعي.
2. انتهاء حقبة الفِرق الاجتماعية المكوَّنة من شخص واحد:
يعتقد "سعد خان" (Saad Khan) كبير المسؤولين الاجتماعيين في شركة "شوبيفاي" (Shopify) أنَّ عام 2023 هو العام الذي نتوقَّف فيه عن الطلب من مديري وسائل التواصل الاجتماعي القيام بكل المهام.
يقول خان: "ستكبر الفِرق الاجتماعية كلَّما أصبح نجاح وإمكانات وسائل التواصل الاجتماعي أوضح للشركات، ومن المحتمل أن يدركوا أنَّ الفرق الاجتماعية المكوَّنة من شخص واحد غير مستدامة، وأنَّهم بحاجة إلى فريق من المتخصصين؛ مما سيؤدي إلى ظهور المزيد من الأدوار المحددة وفرص النمو".
وافقته "كورتني جاني" (Courtney Gagné) مديرة برنامج الاندماج والتنوع واختصاصية وسائل التواصل الاجتماعي السابقة في شركة "بروغرس" (Progress) الرأي قائلة: "لكي تنجح الاستراتيجية الاجتماعية، ستحتاج الشركات إلى فريق اجتماعي مجهَّز بالكامل بالموارد اللازمة لدعمها وإلا ستفوتها فرصة هائلة".
يمكن للمحترفين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي المساعدة على إحداث هذا التغيير داخل شركاتهم؛ وذلك من خلال دعوة أعضاء القيادة العليا لإعادة التفكير في الأدوار التي كانت تُعَدُّ من قبل فِرقاً مكوَّنة من شخص واحد، وسيُظهر لهم إعداد نموذج مخطط تنظيمي لوسائل التواصل الاجتماعي ما يمكن تحقيقه عند توافر المزيد من الموارد، وتغيير آرائهم إلى الاتجاه الصحيح.
3. بحثت المزيد من الشركات عن موظفين لمناصب الدعم الاجتماعي وإدارة المجتمع:
تتوقع شركة واحدة من كل شركتين تقريباً أن تصبحَ وسائل التواصل الاجتماعي قناة الاتصال الخارجية الرئيسة في غضون السنوات الثلاث المقبلة، ويتوقع "كودي دانتو جونسون" (Codi Dantu-Johnson) استراتيجي وسائل التواصل الاجتماعي في شركة "ميني ميديا ماركتينغ" (Mini Media Marketing) أنَّ هذا التحول سيلهم المزيد من الشركات لبناء فرقها؛ إذ تحتوي على مناصب وسائل إعلام اجتماعية تركز في الزبائن.
يقول جونسون: "منذ تفشِّي الجائحة، سيطرت التكنولوجيا الرقمية على الحياة؛ إذ يتفاعل الناس أكثر مع العلامات التجارية التي يحبونها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعتقد أنَّنا سنشهد في عام 2023 تركيز الشركات في إنشاء فرق دعم قويَّة لوسائل التواصل الاجتماعي وفرق إدارة مجتمعية للتفاعل مع المعجبين والزبائن".
4. استيلاء الجمهور على الساحة:
في عام 2023 يجب أن تتجاوز التفاعلات الإعجاب بالمنشورات والرد على التعليقات، يريد جمهورك أن تستمع له، وتعتقد "بريانا رابيولا" (Briana Rabiola) مديرة وسائل التواصل الاجتماعي في "الجمعية الأمريكية لممرضي التخدير" (American Association of Nurse Anesthesiology) أنَّ السماح لهم بالتحدُّث يمكن أن يُنشئ روابط مُفيدة.
تقول رابيولا: "في العام القادم ستكون لدى المواقع فرص أكبر بكثير للتعاون مع الزبائن، سيستمر المحتوى الذي ينتجه المستخدمون في النمو وسيؤدي دوراً أكبر في استراتيجية التسويق الشاملة وتطوير الحملة، وسيصبح الجمهور جزءاً من صورة العلامة التجارية وصوتها".
ذكرت رابيولا أنَّ هذا التوقُّع مستوحى جزئياً من التوجهات السائدة في المحتوى التي يقودها موقع "تيك توك" (TikTok)، فعلى الرغم من أنَّ المنصة لم تخترع المحتوى الذي ينتجه المستخدمون، إلَّا أنَّها جددته وتبدو تأثيراتها واضحة في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي.
5. تحديد الجمهور للتوجهات السائدة:
في الماضي حدَّدت قلة من الأشخاص الذين تتبعهم جماهير كبيرة التوجهات السائدة، أما الآن، فيبدأ الناس كل يوم لحظات هامة في ثقافة الإنترنت ويتعيَّن على العلامات التجارية مواكبة ذلك، ويقول كل من دانتو جونسون وخان إنَّ المواكبة تعني قضاء المزيد من الوقت في التعرُّف إلى جمهورك المُستهدف عبر الإنترنت.
للقيام بذلك يوصي دانتو جونسون بتخصيص وقت للبحث، ويقول: "خذ الوقت الكافي للتعرُّف إلى السلوك البشري؛ وذلك ليس بالمهمة السهلة؛ إذ يتطلَّب فهماً عميقاً لأنماط الشراء والثقافة والمجتمع، والتفكير جيداً فيما تنشره على حساب الشركة".
عندما يتعلق الأمر بالبحث عن جمهورك المستهدف فإنَّ منشوراتك الاجتماعية ستكون أعظم مصادرك، ويقول خان: "أفضل مكان للتعلُّم عن وسائل التواصل الاجتماعي هو وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا تعرَّف إلى ما تفعله العلامات التجارية الشهيرة، ولكنَّ الأهم من ذلك لاحظ ما يفعله البشر الآخرون، وكيفية تفاعل الناس مع بعضهم بعضاً وواكب مجريات المحادثات السائدة وأنماط اللغة وأنواع المحتوى الإبداعي".
6. زيادة أهمية إنتاج المحتوى عن بُعد:
أدَّت أنماط العمل عن بُعد والعمل الهجين إلى تغيير صيَغ المحتوى التقليدية، وخاصةً عندما يتعلَّق الأمر بالعلامة التجارية لرب العمل، وبعد عام من التأقلُم مع بيئاتنا الجديدة تتوقَّع "آنو أوتالامبي" (Anu Hautalampi) رئيسة وسائل التواصل الاجتماعي في "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" (UN Women) أن يكون عام 2023 عاماً للإبداع والتجربة.
تقول أوتالامبي: "صعَّب إرهاق الحجر الصحي المستمر على فرق وسائل التواصل الاجتماعي العمل وتنمية إبداعاتهم الجماعية، ولفترة طويلة لم يكُن من الممكن إنشاء محتوى شخصي مثل الفيديو الاجتماعي دون نسخه من جلسة تسجيل تُعقَد عبر منصة "زووم" (Zoom)، وجعلت هذه القيود عملية إنشاء المحتوى ركيكة، وقد تكون هذه فرصة للعودة إلى العمل بمنظور جديد وإعادة تقييم أسلوبك في إنتاج المحتوى الاجتماعي".
كان للانتقال إلى إنتاج الفيديو عن بُعد بعض التحديات، ولكنَّه شجع أيضاً محترفي وسائل التواصل الاجتماعي على التفكير خارج الصندوق، وفي العام المُقبل سنرى الفرق الاجتماعية تتعلم كيفية إنشاء محتوى مرئي أكثر ابتكاراً لتبرز.
7. زيادة شعبية تنسيق الفيديو العمودي:
عند الحديث عن التوجُّهات السائدة على تطبيق "تيك توك" (TikTok) أطلقت المنصة أيضاً توجهاً رائجاً آخر؛ إذ يتوقع "كيفين فيكر" (Kevin Vicker) اختصاصي وسائل التواصل الاجتماعي والسمعة عبر الإنترنت في "مستشفى الأطفال في كولورادو" (Children’s Hospital of Colorado)، أنَّ الفيديو العمودي سيصبح التنسيق المُعتاد في عام 2023.
يقول فيكر: "يُعَدُّ إنتاج مقاطع الفيديو لوسائط متعددة بدلاً من إنتاجها لوسائل التواصل الاجتماعي فقط تحدياً كبيراً، وتوجد الكثير من اللقطات في الأرشيف مُلتقطة بنسبة أبعاد 16:9، ولكنَّ جميع شبكات التواصل الاجتماعي الرئيسة تتجه نحو أبعاد الفيديو العمودي، وسيصبح من الغريب بشكل متزايد مشاركة محتوى الفيديو الأفقي على الشبكات الاجتماعية".
8. استخدام الحيَل في التسويق:
في شهر تشرين الأول توافد سكان لندن على مواقع التواصل الاجتماعي لمناقشة شيء لفت أنظارهم في أثناء تنقلاتهم الصباحية، بعد وقت قصير من بدء المحادثات عبر الإنترنت أدرك الناس أنَّ ما شهدوه كان جزءاً من حملة تسويقية لتطبيق جديد يُسمى "ثرزدي" (Thursday)، ضاعفت هذه الحيلة التنزيلات الأسبوعية للتطبيق وكل ذلك بميزانية قدرها 35 دولاراً، ويعتقد "جون ثورتون" (John Thorton) مدير وسائل التواصل الاجتماعي في شركة "إنسنت درينكس" (innocent drinks) أنَّنا سنشهد المزيد من الحيَل اللافتة مثل هذا في العام الجديد وما بعده.
يقول ثورتون: "تظهر شركات مثل "ثرزدي" (Thursday) أنَّك لست بحاجة إلى إنفاق الملايين على اللوحات الإعلانية؛ بل يمكنك فقط الدفع مقابل تصوير فيديو واحد والسماح لوسائل التواصل الاجتماعي بالقيام بالباقي؛ أتوقَّع أن أرى المزيد من الحيل المثيرة المشابهة التي تنشئها فرق التسويق بهدف زيادة الانتشار على الشبكات الاجتماعية".
9. ازدياد حاجة المبدعين والمؤثرين إلى تمييز أنفسهم:
المؤثرون ومنشئو المحتوى باقون وستزداد شهرتهم؛ إذ تزدحم ساحة وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتقد "دانييل تريفينو" (Danielle Trevino) منسِّق المحتوى الاجتماعي في شركة "تويتر" (Twitter) أنَّه سينتج عن ذلك حاجة متزايدة إلى التميز.
يقول تريفينو: "في عام 2023، أتوقع أنَّه سيكون على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي العمل بجهد أكبر لتمييز أنفسهم عن الآخرين، ونظراً لأنَّ منصات الوسائط الاجتماعية أصبحت تعج بالمستخدمين، فإنَّ التميز سيتطلب الكثير من الجهد من جهة المُنشئ".
ستكون لهذه التغييرات آثار معيَّنة في العلامات التجارية أيضاً، ففي الماضي كان التعاون مع المبدعين يختص بتكوين شبكة واسعة، لكن الآن لدمجِ منشئي المحتوى بفاعلية في استراتيجيتهم للمحتوى، ستحول العلامات التجارية تركيزها إلى الإبداع ومواءمة علامتها التجارية مع الجمهور بدلاً من مجرد زيادة عددهم.
في الختام:
بصرف النظر عما يحمله المستقبل لمسوقي وسائل التواصل الاجتماعي، يوجد شيء واحد مؤكَّد وهو: المستقبل مشرق، وتوجد فرص للإبداع والابتكار والنمو الوظيفي أكثر من أي وقت مضى؛ لذا حان الوقت الآن للدخول بكامل قوتك واغتنام الفرص.