قائمة مهام يومية لكل مسوق على وسائل التواصل الاجتماعي
سواء كنت مديراً جديداً أم متمرساً في إدارة العلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تجد مهنتك أحياناً مربكة؛ وذلك لأنَّك مكلَّف بإدارة كل منشور وكل تفاعل مع العملاء المحتملين، ومن ثمَّ فإنَّ الضغط الذي تتعرض له كبير، وإحدى الطرائق لتخفيف هذا الضغط وضمان تقديم أداءٍ عالٍ دوماً هي باستخدام قائمة مهام. ونستعرض في هذا المقال المهام اليومية والشهرية التي يجب على كل مدير لوسائل التواصل الاجتماعي إنجازها لتحقيق النجاح.
مهام مدير وسائل التواصل الاجتماعي:
قبل أن نتحدث عن المهام، سنقسم وظيفة مدير وسائل التواصل الاجتماعي إلى أربع ركائز.
- مشاركة المحتوى: يجب أن تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام لتزيد جمهورك وتحافظ عليه.
- التفاعل: يُعَدُّ التواصل مع جمهورك، عبر إجراء الاستطلاعات والرد على التعليقات والرسائل المباشرة وإعادة نشر المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، أمراً أساسياً لكسب ولائهم.
- المراقبة: من الهام أن تعرف كيف يُنظر إلى علامتك التجارية على الإنترنت؛ لذلك ستحتاج إلى مراقبة الإشارات إلى علامتك التجارية وكذلك الموضوعات في مجال عملك.
- التقييم والتحسين: إذا لم تُقيِّم أدائك، فلن تتمكن من تحسينه، وذلك جزء ضروري من كل استراتيجية لوسائل التواصل الاجتماعي.
إذا كنت لا تنشر كثيراً، فستجد صعوبة في بناء قاعدة جماهيرية، ودون جمهور لن يكون هناك أحد لتتفاعل معه؛ وهذا يعني أيضاً أنَّه لن يكون لديك بيانات حول التكتيكات الفعالة ولن يكون لديك شيء لتحسينه أو تقييمه؛ ويعني كل هذا أنَّه لكي يكون لديك حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون قوياً في جميع المجالات الأربعة.
قائمة المهام اليومية لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي:
ستركز في روتينك اليومي على الأقسام الثلاثة الأولى: مشاركة المحتوى والتفاعل والمراقبة، وفي حين أنَّك يمكن أن تجري بعض التقييم والتحسين أيضاً على صعيد يومي، إلا أنَّه يمكنك ملاحظة الأنماط بشكل أفضل عندما تجري التقييم شهرياً بعد جمع كمية مناسبة من البيانات.
1. مشاركة المحتوى:
يجب أن تكون أولويتك على وسائل التواصل الاجتماعي هي مشاركة المحتوى، فهو الذي سيسمح لك بالوصول إلى جمهورك المستهدف، ويجذبهم إلى علامتك التجارية، ويحافظ على تفاعلهم. ووجد استطلاع شمل 310 مسوقاً في الولايات المتحدة في عام 2022، أنَّ معظم المسوقين على وسائل التواصل الاجتماعي ينشرون ما بين أربع إلى ست مرات في الأسبوع.
في حين أنَّ هذا هو المتوسط، فإنَّ بعض المسوقين ينشرون أكثر أو أقل اعتماداً على المنصة؛ على سبيل المثال، قال 29% من المسوقين الذين شملهم الاستطلاع إنَّهم ينشرون على موقع "فيسبوك" (Facebook) كل يوم، بينما قال 35% إنَّهم يفعلون الشيء نفسه على موقع "تويتر" (Twitter)، لكن عند سؤالهم عن موقع "بينتريست" (Pinterest)، قال معظمهم إنَّهم ينشرون فقط مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
وبالطبع، يعتمد عدد المرات التي تنشر فيها على مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك عائد الاستثمار، وهناك شيء آخر يجب مراعاته وهو أنَّ مشاركة المحتوى لا تعني فقط محتوى علامتك التجارية؛ بل يمكن أن يتضمن محتوى من إنشاء المستخدمين أو محتوى من طرف غير منافس من شأنه أن يفيد جمهورك.
2. الرد على التعليقات والرسائل المباشرة:
إحدى أسهل الطرائق للتفاعل مع جمهورك هي الرد على تعليقاتهم، وإذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على تعليقات في المقام الأول، فحاول بدء محادثة واطلب من جمهورك الانضمام إليها. وهناك طريقة أخرى للتفاعل مع جمهورك وهي الرد على الرسائل المباشرة، وفي كثير من الأحيان سيتواصل المستهلكون مع العلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عنها، أو طرح أسئلة محددة تتعلق بالمحتوى، أو الحصول على المساعدة.
ومن الهام أن تجيب عن هذه الأسئلة كل يوم لتترك انطباعاً إيجابياً لدى جمهورك، وإذا استغرقت وقتاً طويلاً للإجابة، فقد يفقدون الاهتمام أو يصعِّدون المشكلة من خلال التذمر علناً، ويمكنك اتخاذ خطوة أخرى من خلال العمل داخلياً مع فريق دعم العملاء لحل المشكلة بمجرد تواصل العميل عبر وسائل التواصل الاجتماعي معك.
3. مراقبة العلامات التجارية والمحتوى المرتبط بمجالك:
عندما تعمل على تنمية شركتك من الضروري أن تعرف كيف يُنظر إلى علامتك التجارية عبر الإنترنت وما يُقال عنها. ووفقاً لتقرير التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي لعام 2022، فإنَّ 35% من المسوقين الذين شملهم الاستطلاع يطلعون على الإشارات إلى العلامات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ولحسن الحظ، مع وسائل التواصل الاجتماعي، هذه المعلومات في متناول اليد؛ إذ يمكنك بسهولة ضبط إعداداتك لتلقِّي الإشعارات كلما ذُكرَت علامتك التجارية أو أُشير إليها على وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكنك أيضاً إجراء عمليات بحث روتينية على منصات مثل تطبيق "تيك توك" (TikTok)؛ إذ لا يتوفر خيار الإشعارات. وسيسمح لك ذلك بتقييم المشاعر المرتبطة بعلامتك التجارية ومعالجة مخاوف جمهورك المستهدف بسرعة.
4. تحديد التوجهات السائدة والمحتوى الرائج:
تظهر التوجهات السائدة وتختفي كل أسبوع تقريباً على وسائل التواصل الاجتماعي، وتكمن الحيلة في الاستفادة منها مع تزايد شعبيتها ومعرفة متى تلاشى. وأفضل طريقة للعثور على التوجهات السائدة هي ببساطة ممارسة الإصغاء الاجتماعي؛ على سبيل المثال، قد تبدأ بملاحظة استخدام مقطع صوت معين في كثير من الأحيان أو إضافة أغنية إلى كل مقطع فيديو تصادفه.
وقد تخصص بعض المنصات الاجتماعية مكاناً لعرض ما هو رائج بنفسها، مثل نافذة "اكتشف" (Discover) في تطبيق "تيك توك" (TikTok) ونافذة "التوجهات السائدة" (Trending) في تطبيق "تويتر" (Twitter). وهناك أيضاً حسابات مخصصة للعثور على التوجهات السائدة فور ظهورها وشرح أصلها، وسيساعدك هذا على تحديد أيها يستحق الانضمام إليه وأيها يجب عليك تجنبه.
وكعلامة تجارية، كل شيء تشاركه على وسائل التواصل الاجتماعي يعبر عن قيمك؛ لهذا من الهام أن تكون حريصاً عند تقييم التوجهات السائدة، فشاهد مقاطع الفيديو التي تنشئها العلامات التجارية والمستخدمون الآخرون الذين يشاركون في التوجه السائد، ولاحظ أسلوبهم، ثم حدد إن كان يتوافق مع أسلوب علامتك التجارية، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمن الأفضل دائماً عدم الانضمام إليه لأنَّ توجهاً آخر سيتلوه قريباً.
5. الإجابة عن الاستفسارات في المنتديات:
عندما نفكر في وسائل التواصل الاجتماعي، غالباً ما نفكر في تطبيقات مشاركة المحتوى مثل تطبيق "تيك توك" (TikTok) وموقع "تويتر" (Twitter) وموقع "تويتش" (Twitch)، ولكنَّ بعض التطبيقات الاجتماعية تركز بدلاً من ذلك على المحادثات والمجتمع، مثل موقع "ريديت" (Reddit) وموقع "كورا" (Quora).
وقد تتفاجأ بمعرفة عدد المحادثات التي قد يجريها الناس حول علامتك التجارية على هذه المواقع، بالإضافة إلى كونها مصدراً رائعاً للمعلومات حول المشاعر المرتبطة بعلامتك التجارية، يمكنك أيضاً معرفة الكثير عن المشكلات التي يواجهها جمهورك، ثم يمكنك بعد ذلك الاستفادة من هذه المعلومات لإنشاء منشورات مفيدة لجذب جمهورك.
6. التواصل مع زبائنك المخلصين:
إنَّ كسب ولاء الجمهور ليس بالأمر السهل؛ لذلك بمجرد تحقيق ذلك، عليك استثمار الوقت للحفاظ عليه؛ وهذا يعني التواصل مع الزبائن المخلصين لعلامتك التجارية الذين يتعاملون معها بشكل منتظم. فيمكنك التواصل معهم عبر التعليق على محتواهم أو مشاركته على منصتك ومنحهم إمكانية الوصول إلى محتوى حصري، أو الإشارة إليهم ودعوتهم للمشاركة في أثناء بث مباشر، بينما تكثر على وسائل التواصل الاجتماعي العلاقات من طرف واحد، لا تدع هذا ينطبق عليك وعلى جمهورك.
قائمة المهام الشهرية لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي:
1. التحقق من التحليلات:
البيانات هي أهم موارد أيَّة علامة تجارية؛ وذلك لأنَّها تحتوي على معلومات قيمة جداً حول جمهورك المستهدف، وستخبرك بياناتك على وسائل التواصل الاجتماعي بنوع المحتوى الذي يستمتع به جمهورك، وما الذي يجذب انتباههم، وما الذي يحفزهم على الشراء منك.
وستساعدك أيضاً على تحديد التوجهات السائدة. وفي الواقع، عند سؤال المسوقين على وسائل التواصل الاجتماعي كيف يقررون أي التوجهات السائدة على وسائل التواصل الاجتماعي تستحق المشاركة فيها كانت الإجابة الأولى هي من خلال تحليلاتهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
أهم خمسة مقاييس يحللها المسوقون:
- الإعجابات والتعليقات (41%).
- المبيعات (41%).
- زيارات الموقع الإلكتروني (41%).
- الانطباعات والمشاهدات (40%).
- الإشارات إلى العلامة التجارية والوسوم (35%).
إذا كانت لديك بيانات عن شهر واحد على الأقل، يمكنك البدء بتحديد أيَّة منشورات كانت أفضل أداءً واستكشاف سبب ذلك. ومن خلال تحليلاتك، يمكنك أيضاً تقييم المنصات الاجتماعية التي تستحق الاستثمار فيها، وأهم ثلاثة مقاييس ينظر إليها المسوقون لاتخاذ هذا القرار هي:
- الانطباعات والمشاهدات.
- المبيعات.
- عدد المتابعين أو المشتركين.
سواء كنت ناجحاً أم في طور النمو على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ مراجعة بياناتك ستساعدك دائماً على تحقيق نتائج أفضل في الشهر التالي.
2. تحديد الأهداف:
بمجرد مراجعة تحليلاتك ومعرفة ما هو فعال وما يحتاج إلى تحسين، يمكنك تحديد أهدافك للشهر المقبل؛ على سبيل المثال، لنفترض أنَّك لاحظت أنَّ مقاطع الفيديو التي نشرتها الشهر الماضي تفوقت في الأداء على أي نوع محتوى آخر وحققت الكثير من الزيارات إلى موقعك الإلكتروني، ففي الشهر المقبل، يمكنك زيادة عدد مقاطع الفيديو التي تنشرها وتحديد هدف زيارات أعلى. وسواء كان زيادة مدى وصولك أم توليد المزيد من التفاعل أم زيادة عدد الزيارات إلى موقعك الإلكتروني، فإنَّ تحديد الأهداف سيرشدك ويسمح لك بجدولة المحتوى الذي يتوافق مع هذه الأهداف.
3. جدولة محتوى الشهر المقبل:
عندما تدير حسابات عدة على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب عليك التخطيط لمحتواك مسبقاً، وإلا ستخاطر بأن يكون محتواك غير منظم أو غير كافٍ. فبعد أن حددت أهدافك لهذا الشهر يبقى إنشاء محتوى يتماشى معها؛ على سبيل المثال، لنفترض أنَّك تريد زيادة وصولك، وتظهر بيانات الشهر الماضي أنَّ المحتوى الأكثر شعبية يتعلق بثلاثة موضوعات رئيسة، فيمكنك تركيز محتوى الشهر المقبل على هذه الموضوعات الثلاثة.
وعند جدولة المحتوى، يجب عليك أيضاً استشارة الفرق الأخرى لتحديد ما إذا كانت هناك أية أحداث أو إعلانات أو حملات يجب مشاركتها. وكلما حصلت على المواد في وقت أبكر، سواء كانت صوراً أم مقاطع فيديو أم غيرها، سيكون من الأسهل إنشاء تقويم للمحتوى.