كيفية إنشاء تقويم محتوى لاستراتيجية التسويق
يدرك المتخصصون في مجال التسويق أنَّ الاستمرار في إنتاج محتوى عالي الجودة، أمر ضروري لبناء علامة تجارية قوية والتفاعل مع الجمهور المستهدف، ولكن نتيجة وجود عدد كبير من القنوات التي يجب إدارتها وكثير من الأفكار التي ينبغي تنفيذها، قد يصعب الحفاظ على التنظيم وضمان توافق المحتوى مع أهداف التسويق.
يأتي هنا دور تقويم المحتوى، وهو أداة تخطط استراتيجية إنشاء المحتوى وتنظِّمها، مما يوصل الرسائل المناسبة إلى الجمهور المستهدف وفي التوقيت الأمثل.
يبحث المقال في فوائد استخدام تقويم المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي، وكيفية إنشائه، وخطوات الاستفادة القصوى من هذه الأداة التسويقية الفعالة، سواء أكنت مسوقاً متمرساً أم بدأت رحلتك في هذا المجال للتو، سيساعدك هذا الدليل على الارتقاء باستراتيجية المحتوى إلى مستوى أعلى.
مفهوم تقويم المحتوى
تقويم المحتوى (content calendar)، المعروف أيضاً باسم تقويم وسائل التواصل الاجتماعي أو التقويم التحريري، هو أداة تخطيط استراتيجية تساعد الشركات على تنظيم المحتوى وجدولته من أجل نشره على المنصات المختلفة، ويعمل بمنزلة خارطة طريق لعملية إنشاء المحتوى وتوزيعه والترويج له، مما يضمن أن تكون أعمال التسويق منسَّقة، ومتوافقة مع أهدافك العامة.
يؤدي تقويم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المهام التالية:
1. تحديد جدول زمني لنشر المحتوى
يساعد تقويم المحتوى على وضع جدول زمني واضح لموعد نشر كل محتوى تنشئه، مما يسهِّل تخطيط الأعمال التسويقية وتنسيقها، ويحافظ على استمرارية النشر والتفاعل مع الجمهور.
2. يتضمن تواريخ وأوقات نشر المحتوى بدقة
يشمل التقويم تواريخ وأوقات محددة لنشر كل منشور، مع مراعاة أفضل توقيت للنشر ومتطلبات كل منصة؛ إذ يعزز هذا المستوى من التخطيط وصول المحتوى وانتشاره لأقصى حد ممكن.
3. ينظم المحتوى وفق المنصة والقناة
يُجدوَل المحتوى مسبقاً ويُعدَّل وفقاً لخصائص كل منصة، سواء أكانت شبكات تواصل اجتماعي أم مدوَّنات أم نشرات بريدية، مما يحسن المحتوى ويعزز تأثيره في كل قناة، كما ينسق أعمال التسويق، ويعزز ظهور العلامة التجارية، ويزيد عدد الزوار ومعدلات التحويل في الموقع الإلكتروني.
4. أداة هامة لتقييم نجاح خطة التسويق
تحلل بسهولة من خلال تتبُّع المحتوى المنشور وأدائه من خلال التقويم مدى فعالية استراتيجية التسويق، مما يمكِّنك من اكتشاف الأنماط والتوجهات، وتحديد مجالات التحسين، وبالتالي إمكانية تعديل المحتوى للحصول على نتائج أفضل.

فوائد استخدام تقويم المحتوى
1. تنظيم أعمال التسويق بالمحتوى
يؤدي تقويم المحتوى دوراً هاماً في تنظيم الأعمال التسويقية، فمن خلال تقديم تمثيل بصري واضح لجدول النشر، يمكن التخطيط الاستراتيجي وتخصيص الموارد لأنواع المحتوى والمنصات المختلفة، مما يمكِّنك من الحفاظ على تنوع الموضوعات وضمان استمرار تفاعل الجمهور وجذب اهتمامه.
2. الحفاظ على التنسيق ضمن فريق العمل
تقويم المحتوى هو أداة فعالة لتوحيد جهود الفريق؛ إذ يوفر مركزاً موحداً لجميع الأفكار والخطط، مما يضمن معرفة الجميع بنوع المحتوى الجاري العمل عليه، وتاريخ نشره، والمنصة التي سيُنشَر من خلالها.
يحسِّن هذا المستوى من الشفافية التعاون والتواصل بين أعضاء الفريق، ويُقلل احتمالية التكرار أو تضارب المحتوى.
3. توثيق ما أُنجِز
يُتيح تقويم المحتوى توثيق توقيت وتفاصيل المحتوى المنشور سابقاً، مما يقيِّم أداء الأعمال التسويقية ويكتشف مجالات التحسين.
كما تُراجَع النشاطات السابقة لتحديد ما نجحَ منها، وما قد يحتاج إلى تعديل، مما يُحسن التخطيط المستقبلي ويقدم محتوى متنوعاً ومناسباً للجمهور.
4. تعزيز المساءلة داخل الفريق
يُعد تقويم المحتوى أداة فعالة لتحسين مستوى الالتزام والمسؤولية داخل فريق التسويق، فمن خلال تتبع خطتك وجدولة ما أُنجِز، يساعدك التقويم على الالتزام بمواعيد إنشاء المحتوى ونشره.
كما يكشف عن أية فجوات أو نقاط ضعف في خطة المحتوى، ويُبقي الجميع على اطلاع بما يُنتَج ومتى سيُنشَر، مما يعزز التنسيق والانضباط داخل الفريق.

كيفية إنشاء تقويم المحتوى
لتحقيق أقصى استفادة من تقويم المحتوى، من الهام فهم العناصر المختلفة التي يتكوَّن منها، ففي هذا القسم، نستعرض الخطوات المتعددة لإنشاء تقويم المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي:
1. تحديد الأهداف
الخطوة الأولى عند إنشاء تقويم محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي هي تحديد الأهداف، فلا يمكنك التخطيط قبل أن تكوِّن رؤية واضحة لما ستحققه. يتطلب هذا الأمر وضع أهداف محددة وقابلة للقياس تتوافق مع استراتيجية التسويق الشاملة.
مثلاً: قد يكون هدفك هو زيادة عدد الزيارات في الموقع، أو استقطاب مزيد من العملاء المحتملين، أو تعزيز تفاعل الجمهور، ويمكنك بعد تحديد أهدافك البدء في تخطيط الاستراتيجية بما يضمن أنَّ المحتوى المصمم، يخدم هذه الأهداف.
يُنشِئ وضع أهداف واضحة التقويم بما يتوافق مع الرؤية التسويقية، ويضمن الاستفادة المثلى من الموارد في مجال التسويق بالمحتوى.
2. إنشاء قالب (Template)
يأتي تصميم قالب لتقويم المحتوى بعد تحديد الأهداف، وهو نموذج تخطيطي مسَبق يُستخدم لتنظيم أفكار المحتوى وخطط النشر، ويتضمن عادة عناصر، مثل: عنوان المحتوى، ونوعه، والجمهور المستهدف، وتاريخ النشر، ووقته، والقنوات أو المنصات التي سيُنشَر عليها.
يوفر القالب تنسيقاً موحداً يسهل اتباعه، مما يبسِّط سير العمل عند إنشاء المحتوى وتوزيعه، ويوفر كثيراً من الوقت، ويزيد فعالية الاستراتيجية.
نصائح تقنية لإنشاء القالب:
- استخدِمْ أدوات، مثل: "مستندات غوغل" (Google Sheets) أو "إكسل" (Excel) لتصميم تقويم مرئي قابل للتنظيم والترتيب وفق التواريخ، والألوان، والأنواع.
- إذا كنت تفضِّل تنظيم إنتاج المحتوى بواسطة الإنترنت وتود استخدام عرض تقويمي، فاستخدِم "غوغل كالندر" (Google Calendar)، إذ يمكنك تنظيم سير العمل وفق تاريخ الاستحقاق أو تاريخ النشر، ومشاركته مع فريق التسويق أو مع المستقلين، لكي يتمكن الجميع من الوصول إليه.
- جرِّب أدوات إدارة وسائل التواصل، مثل: "أدوبي إكسبرس" (Adobe Express). توفر أتمتة المحتوى الوقت وتعزز الكفاءة، وتُتيح أداة إدارة المشاريع المدمجة في "أدوبي إكسبرس" إمكانية إنشاء المحتوى وجدولته، ونشره في مكان واحد. اختر الأداة الأنسب لتقويم المحتوى وفق ما يتوافق معك ومع استراتيجية منصات التواصل الاجتماعي التي يعتمدها فريقك.
3. اختيار القنوات المناسبة
بعد تحديد الأهداف وإنشاء القالب، حان الوقت لاختيار القنوات التي ستنشر من خلالها المحتوى. يعني ذلك تحديد المنصات الاجتماعية التي يستخدمها الجمهور المستهدف، وتلك التي تحقق أفضل نتائج بناءً على أهدافك.
تختار التركيز على منصات، مثل: "فيسبوك" (Facebook) و"إكس" (X) و"إنستغرام" (Instagram) و"بنترست" (Pinterest) و"لينكدإن" (LinkedIn) و"تيك توك" (Tiktok)، أو قد تلجأ إلى قنوات أخرى، مثل: التسويق بواسطة البريد الإلكتروني أو "يوتيوب" (YouTube) أو المدوَّنات الصوتية (Podcast).
يوصِل اختيار المنصات المناسبة المحتوى للجمهور في الأماكن التي من المرجح أن يتفاعلوا فيها معه، كما يخصص المحتوى لكل منصة وفق خصائصها ومتطلباتها.
4. البدء بالسنة التقويمية
الخطوة الرابعة في إعداد تقويم محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي هي التخطيط بناءً على التقويم السنوي، والمناسبات والأعياد الرسمية على مدار العام.
ينشر البدء بالتقويم السنوي محتوى يهمُّ الشريحة المستهدفة على مدار العام، مما يزيد تفاعل الجمهور، كما يمكِّنك من إلقاء نظرة شاملة على العام، ومعرفة أبرز التواريخ التي تحتاج إلى تحضير محتوى مخصص بها، وعليه، يمكنك ضمان تقديم محتوى متنوع وثري يحافظ على اهتمام الجمهور طوال العام.
5. إضافة محتوى جديد
الخطوة الخامسة هي إنشاء محتوى جديد ومبتكر دوماً، ونشره دورياً، ويشمل ذلك:
- ابتكار أفكار محتوى جديدة.
- متابعة المواضيع الرائجة (Trending).
- مواكبة أخبار الصناعة والتحديثات.
يحافظ المحتوى الحديث على اهتمام الجمهور، ويُظهر أنَّ علامتك التجارية، تواكب الأحداث دوماً، كما أنَّه يحقق أهدافك التسويقية، سواء من خلال استهداف شرائح جديدة من الجمهور أم الترويج لمنتجات وخدمات حديثة. استثمِر في المحتوى التفاعلي، مثل: البث المباشر (Live) أو مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) على إنستغرام وفيسبوك، لتعزيز التفاعل.
6. إنشاء محتوى دائم الصلاحية
الخطوة السادسة هي نشر محتوى دائم الصلاحية، وهو المحتوى الذي يظل مفيداً وملائماً للجمهور بصرف النظر عن توقيت نشره، مثل: الشروحات التعليمية، والأدلة الإرشادية، وغيره من المحتوى التعليمي الذي يقدِّم قيمة ثابتة.
ضمِّن هذا النوع من المحتوى في تقويمك لتوفر موارد مفيدة دائماً، كما أنَّ هذه المواد، تُعد ممتازة في تحسين محركات البحث (SEO) وزيادة الزيارات إلى الموقع أو القنوات الرقمية. أجرِ أبحاثاً حول المنافسين لتحديد المواضيع التي تلقى رواجاً دائماً.
7. الاستفادة من المحتوى القديم بذكاء
الخطوة السابعة هي إعادة توظيف المحتوى القديم توظيفاً مناسباً، فبدلاً من إنشاء محتوى جديد بالكامل في كل مرة، يمكنك العودة إلى المحتوى القديم وإعادة تقديمه تقديماً مختلفاً أو على منصات جديدة.
توفر من خلال إعادة توظيف المحتوى الوقت والجهد مع الاستمرار في تقديم معلومات ذات قيمة للجمهور؛ إذ يمكنك تحويل تدوينة إلى إنفوجرافيك، أو إنشاء مقطع فيديو من منشور رائج على منصات التواصل الاجتماعي.
كما تساعد إعادة توظيف المحتوى على الوصول إلى جماهير جديدة؛ إذ يمكن مشاركة المحتوى نفسه بصيغ مختلفة أو على منصات متعددة.
يضمن استخدام المحتوى القديم استخداماً مناسباً أن تكون أعمال التسويق بالمحتوى فعالة، وتركز على تقديم أفضل قيمة ممكنة للجمهور.
8. تحديد وتيرة النشر والأوقات المحددة له
الخطوة الثامنة والأخيرة في إنشاء تقويم محتوى فعال هي تحديد وتيرة النشر والأوقات المحددة لذلك؛ أي عدد المرات التي ستنشر فيها محتوى جديداً، والمواعيد النهائية لإنتاج كل جزء منه.
يساعد ذلك الجمهور على معرفة المحتوى المتوقع وأوقات نشره، مما يعزز التفاعل، ويرسخ الحضور الرقمي للعلامة التجارية، أمَّا تحديد حدود زمنية لكل مرحلة من مراحل إنشاء المحتوى من توليد الأفكار، ثم الكتابة والتصميم، إلى التحرير والموافقة والنشر، فيضمن سير العمل بكفاءة دون تأخير.

العناصر التي يجب تضمينها في تقويم المحتوى
حدِّد المعلومات الهامة التي تدعم الأهداف واستراتيجية التسويق لإنشاء تقويم محتوى فعال. فيما يأتي أهم العناصر التي يجب أن يتضمنها أي تقويم محتوى ناجح:
1. تحديد الجداول الزمنية المناسبة
من الهام وضع جداول زمنية مناسبة لإنتاج المحتوى؛ لذا راجِعْ استراتيجية التسويق بالمحتوى والأهداف العامة، فهي تحدد وتيرة النشر وطرائق توزيع المحتوى، وقيِّم عوامل مثل: الوقت المطلوب لإنشاء المحتوى، وأفضل أوقات النشر للجمهور المستهدف، وأية أحداث موسمية أو مخصصة بمجال العمل قد تؤثر في جدول النشر.
حدِّد الإطار الزمني الأنسب لكل قناة بعد جمع هذه المعلومات، لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتراوح ذلك بين جداول يومية، أو أسبوعية، أو شهرية.
حقِّق التوازن بين الاستمرارية في النشر وبين عدم إرباك الجمهور بكمٍّ زائد من المعلومات، كما يجب أن تأخذ في الحسبان الجداول الزمنية لكل مرحلة من مراحل إنتاج المحتوى، بما في ذلك البحث، والكتابة، والتحرير، والنشر.
يساعدك ذلك على ضمان تعاون سلس بين أعضاء الفريق، وتوفير وقت كاف للمراجعة والتعديلات عند الحاجة، ومن خلال تحديد الجداول الزمنية بعناية، يمكنك تحسين أعمال التسويق بالمحتوى وتحقيق نتائج أفضل.
2. تحديد المشاركين
عند إنشاء تقويم للمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، من الضروري تحديد الأشخاص المشاركين في عملية إنتاج المحتوى، ويشمل ذلك تحديد أصحاب المصلحة المسؤولين عن إنشاء المحتوى ونشره، مثل: الكُتَّاب، والمحررين، والمصممين، ومديري الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي.
من الهام إعلام المستخدمين بهوية المتعاونين ودورهم في عملية إنشاء المحتوى، ولهذا السبب تُعد مشاركة تقويم المحتوى مع أعضاء الفريق أمراً بالغ الأهمية، فهو يتيح لهم تحديد أهدافهم وضمان توافق الجميع.
ينبغي أن يساهم أعضاء الفريق بأفكارهم ويضيفون تحديثات الحالة إلى التقويم عند الحاجة، ويُحقَّق ذلك من خلال إنشاء نظام يسمح للأفراد بتقديم التغذية الراجعة واقتراح التعديلات أو الإضافات على المحتوى.
يمكن من خلال إشراك الأشخاص المناسبين في عملية إنشاء المحتوى، وتوفير نظام واضح وشفاف للتعاون إنشاء تقويم يُعزز إمكانات الفريق، ويضمن أنَّ المحتوى، يلبي احتياجات الجمهور المستهدف.
كيفية اختيار المنصات المناسبة لنشر المحتوى
في عصرنا الرقمي الحالي، لم يعُد يكفي أن ينشئ صانعو المحتوى محتوى عالي الجودة فحسب؛ بل يجب أيضاً نشره على المنصات المناسبة وفي الأوقات المثلى، ومع تعدد منصات التواصل الاجتماعي، زادت صعوبة اختيار المنصة الأنسب والتوقيت الأمثل لنشر المحتوى.
من خلال دراسة الجمهور المستهدف والمنصات التي يفضلون استخدامها، يمكن تصميم خطة توزيع محتوى شاملة تضمن وصول المحتوى إلى الجمهور المناسب في الوقت الأمثل.
1. إجراء تدقيق لحسابات التواصل الاجتماعي الحالية
من الهام إجراء تدقيق شامل لحسابات التواصل الاجتماعي المخصصة بنشاطك التجاري، وذلك لتحسين الحضور الرقمي وضمان نجاح الأعمال التسويقية. تشمل عملية التدقيق عدة جوانب رئيسة:
- فحص أمان الحسابات وكلمات المرور: حدِّث كلمات المرور دورياً وفعِّل إجراءات الأمان القوية، مثل: المصادقة الثنائية لحماية حساباتك من الوصول غير المصرح به أو الإضرار بسمعة العلامة التجارية.
- حذف الحسابات القديمة أو المزيفة: حدِّد الحسابات غير النشطة أو القديمة التي قد تُربك جمهورك أو تُضعف صورة علامتك التجارية، واحذفها، وأبلِغ عن أية حسابات مزيفة للحفاظ على مصداقية حضورك الرقمي.
- تحليل الجمهور المستهدف والعملاء المثاليين: راجِع بيانات المتابعين والتفاعل لفهم جمهورك فهماً أفضل، بما في ذلك ميولهم وسلوكهم، وذلك لإنشاء محتوى يتوافق مع اهتماماتهم ويزيد تفاعلهم.
- مراجعة الأداء لتحديد المنشورات، والحملات، والاستراتيجيات الناجحة: حلِّل أداء المحتوى بانتظام لتحديد أنواع المنشورات والاستراتيجيات التي تحقق أفضل النتائج، واستخدِم هذه المعلومات للتخطيط للمحتوى المستقبلي.
- تحديد الثغرات، وفرص التحسين، ومواطن الضعف: قيِّم مستوى المحتوى الحالي والتفاعل لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين أو الفرص غير المستثمرة، مثل تجربة تنسيقات جديدة أو تناول مشكلات العملاء.
- تحديد الأوقات والأيام التي يزيد فيها تفاعل الجمهور: استخدِم بيانات التفاعل لتحديد الأوقات التي يكون فيها الجمهور أكثر نشاطاً، وجدوِل منشوراتك وفقاً لهذه الأوقات لتحقيق أقصى وصول وتفاعل.
يُعد إجراء تدقيق شامل لحساباتك الاجتماعية خطوة أساسية لتحسين حضورك الرقمي وضمان نجاح أعمال التسويق بالمحتوى، ومن خلال تحليل هذه العناصر بدقة، يمكنك إنشاء تقويم محتوى قوي يحقق نتائج ملموسة.

2. تحديد ما سيتضمنه كل منشور
عند التخطيط للمحتوى المخصص بموقعك الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي، من الضروري مراعاة عدة عناصر أساسية لإنشاء منشورات جذابة. تنقل هذه المكونات معاً الرسالة، وترسخ هوية العلامة التجارية، وتعزز تفاعل المستخدمين.
فيما يأتي أبرز النقاط التي يجب أخذها بالحسبان عند صياغة كل منشور:
- النص (Copy): يجب أن يكون المحتوى المكتوب واضحاً، وموجزاً، وموجَّهاً للجمهور المستهدف. احرص على أن يُبرِز النص صوت علامتك التجارية وينقل الرسالة المطلوبة بفعالية، مع تشجيع المستخدمين على اتخاذ الإجراء المطلوب.
- الكلمات المفتاحية: أضف كلمات مفتاحية تتعلق بالموضوع لتحسين ظهور المحتوى في محركات البحث، وتمكين المستخدمين من اكتشافه بسهولة، ولكن انتبه إلى كثافة الكلمات المفتاحية، وتجنَّب الإفراط الذي قد يُضعف مصداقية المحتوى.
- الهوية البصرية والشعار: استخدِم عناصر الهوية البصرية لعلامتك التجارية باتساق، مثل: الشعار، والألوان، والرسومات، والخطوط، في جميع المنشورات على الموقع وصفحات التواصل الاجتماعي، مما يعزز التعرف على العلامة التجارية، ويعطيها حضوراً موحداً على الإنترنت.
- الهاشتاغات (Hashtags): استخدِم الهاشتاغات ذات الصلة والرائجة في منشورات التواصل الاجتماعي لزيادة قابلية اكتشاف المحتوى والوصول إلى جمهور أوسع، وابحث عن الهاشتاغات الشائعة في مجال عملك واستخدِمها باستراتيجية لتعزيز التفاعل والظهور.
- الروابط: أدرِج روابط للمحتوى ذي الصلة، مثل: المقالات أو صفحات المنتجات أو التسجيل في الفعاليات، لتوجيه الزوار إلى أجزاء مختلفة من موقعك أو منصاتك الأخرى، واستخدِم أدوات اختصار الروابط لإنشاء روابط قصيرة وقابلة للتتبع دون تشويش المنشور.
- الرسومات والوسائط الأخرى: عزِّز منشوراتك بصور جذابة أو صور متحركة (GIFs) أو مقاطع فيديو لشد انتباه الجمهور ودعم الرسالة التي تنقلها، وتأكَّد من أنَّ هذه الوسائط، تتوافق مع هوية علامتك التجارية، وتحسن تجربة المستخدم.
ستستخدم هذه العناصر بعناية في منشورات موقعك وصفحاتك الاجتماعية، من إنتاج محتوى مؤثر يلقى صدى لدى الجمهور، ويزيد التفاعل، ويدعم أهدافك التسويقية بفعالية.
استراتيجيات لتطوير المحتوى
عند وضع استراتيجية ناجحة للتسويق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من الضروري تحديد نوع المحتوى الذي يلقى صدى لدى الجمهور المستهدف ويتوافق مع قِيَم العلامة التجارية.
حلِّل احتياجات العملاء، وخياراتهم المفضلة، وسلوكهم على الإنترنت، لإنشاء محتوى يتناول اهتماماتهم ونقاط ضعفهم، كما يجب مراعاة الخصائص الفريدة لكل منصة اجتماعية، لضمان أن يكون المحتوى مصمماً ليعزز التفاعل ويزيد الوصول.
يعزز اختيار وصياغة محتوى يدعم أهداف التسويق وينمِّي المجتمع الرقمي هوية العلامة التجارية، ويزيد تفاعل العملاء، ويحقق نتائج أفضل في الأعمال التسويقية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
1. قاعدة الثلث في وسائل التواصل الاجتماعي
قاعدة الثلث: هي مبدأ معروف يساعد الشركات على إنشاء مزيج متوازن وجذاب من المحتوى على منصاتها الاجتماعية. يقدِّم الالتزام بهذه القاعدة قيمة حقيقية للجمهور، ويروِّج للعلامة التجارية ويبني علاقات قوية.
- ثلث المحتوى للترويج للأعمال أو تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين: خصِّص قرابة ثلث منشوراتك للترويج للمنتجات أو الخدمات أو الفعاليات، وتحفيز الجمهور ليكونوا عملاء، مثل تقديم عروض ترويجية، أو إطلاق المنتجات، أو إبراز نقاط القوة في خدماتك.
- ثلث لمشاركة محتوى من خبراء الصناعة: شارِك محتوى قيِّماً من مصادر موثوقة وخبراء في مجالك؛ إذ يعزز ذلك مصداقيتك، ويقدِّم معلومات مفيدة للجمهور، مما يبني الثقة والسلطة في السوق.
- ثلث للتفاعل الشخصي مع الجمهور: خصِّص هذا الجزء للتواصل المباشر مع المتابعين، مثل: الرد على التعليقات، أو طرح الأسئلة، أو طلب التغذية الراجعة، أو مشاركة كواليس العمل، مما يعزز رضى العملاء وولاءهم للعلامة التجارية.
2. قاعدة 80-20 في استراتيجية المحتوى
تقدِّم قاعدة 80-20 قيمة للجمهور وتحافظ على التوازن في الترويج للعلامة التجارية.
- 80% من المنشورات للتثقيف أو الترفيه أو الإلهام: قدِّم محتوى يفيد الجمهور مثل: النصائح، أو المعلومات، أو المحتوى الترفيهي. يجعل هذا النهج العلامة التجارية مصدراً موثوقاً، ويعزز الشعور بالإنتماء.
- 20% من المنشورات للترويج المباشر: خصِّص خمس المحتوى لترويج المنتجات، أو الخدمات، أو الفعاليات وتشجيع الناس على أن يكونوا عملاء دائمين، مما يحافظ على اهتمام الجمهور دون إثقاله بالمحتوى الدعائي.
- تنويع المحتوى: استخدِم مزيجاً من مقاطع الفيديو، والسوميات، والمقالات والمدوَّنات الصوتية، وغيرها لتلبية أنماط التعلم والخيارات المفضلة المختلفة.
- مراعاة طبيعة المنصة والجمهور: لكل منصة طابعها المخصص. مثلاً: إنستغرام مناسب للمحتوى البصري، بينما لينكد إن أفضل للمقالات المهنية.
- اختيار التنسيق المناسب لكل نوع من المنشورات: يقدَّم بعض أنواع المحتوى تقديماً أفضل من خلال مقاطع الفيديو، مثل القصص أو العروض التوضيحية، بينما التعليمات التفصيلية قد تكون أكثر فعالية باستخدام المخططات والرسومات.
في الختام
يُعد تقويم المحتوى أداة أساسية في أية استراتيجية تسويقية فعالة. أجرِ تدقيقاً شاملاً لحساباتك الحالية، وحدِّد العناصر التي يجب إضافتها إلى كل منشور، واستخدِم قاعدة الثلث أو قاعدة 80-20 لتحقيق أقصى تأثير في الجمهور.
يمكنك من خلال التخطيط الاستراتيجي المدروس إنشاء منشورات جذابة تلامس اهتمامات المستخدمين، وتعزز التفاعل، وتروج للعلامة التجارية بفعالية.
الاستثمار في محتوى عالي الجودة هو مفتاح بناء علاقات قوية مع العملاء وتحقيق النجاح في الأعمال الرقمية.